أيام محدودة وقليلة تفصلنا عن امتحانات الشهادتين الأساسية والثانوية العامة, وتعد فترة الامتحانات من المحطات الاستثنائية والهامة ليس في حياة الطالب والطالبة فحسب, بل في المحيطين التربوي والأسري. وتأتي الامتحانات هذا العام في ظل الظرف السياسي الخطير الذي تعيشه بلادنا, وتعثر العام الدراسي خلال الفصل الدراسي الثاني بصورة مؤسفة ومحزنة, وتراجع العملية التربوية والتعليمية وتوقف الدراسة في جامعاتنا, ولا ندري حقيقة استعدادات وزارة التربية والتعليم هذا العام لهذه الامتحانات, على الرغم مما يصلنا بين الحين والآخر عن استعدادها للامتحانات بصورة جيدة مع مراعاتها الظروف التي مر بها الطلاب والطالبات والوضع الحالي للبلاد. ما من شك أن أمام طلابنا وطالبتنا امتحانات نهائية ولذلك فكل الجهود يجب أن تحتشد في سبيل نجاح هذه الامتحانات من حيث تهيئة كافة ظروف البيئة المدرسية, والعمل في تسهيل سير الامتحانات, وتجاوز المعوقات والاختلالات والصعوبات التي ربما تواجه طلابنا وطالباتنا والتربويين والموجهين والملاحظين والقيادات المدرسية, والسلطات المحلية بالمحافظات التي منوط بها دور فاعل ومهم لنجاح هذه الامتحانات جنباً إلى جنب مع قيادات التربية والتعليم بالمحافظات والمديريات والمجالس المحلية ومجالس الآباء والأمهات في المدارس, في هذا الظرف الاستثنائي. ونأمل أن تكون وزارة التربية والتعليم قد راعت ظروف هذا العام عند وضعها أسئلة امتحانات إنهاء التعليم الأساسي والثانوي, فالامتحانات عادة هي عملية تقييم للطالب والطالبة وليست عملية إرهابية تخلق خوفاً ورعباً لدى الأسرة والطالب وهي ليست عملية تعجيزية تُعقد الطالب من الامتحانات ومن الدراسة برمتها وترميه في المحصلة النهائية إلى الشارع ولنا في الدول المتقدمة تجارب رائده كالولاياتالمتحدةالأمريكية ودولة الإمارات العربية المتحدة التي سارت في ركب الولاياتالمتحدة في إعداد الامتحانات لمدارسها حيث غدت الامتحانات فيها بمثابة مؤشرات تقييميه للطالب خلال عام دراسي كامل ثم تأتي الامتحانات النهائية استكمالاً لتقييم الطالب وليست تعجزيه كامتحاناتنا التي تتحول بقدره قادر إلى خوف في المنزل, وارتباك في القاعة. إن الضرورة تستدعي أن يكون المشرفون على سير الامتحانات النهائية من الكوادر الكفوءة والنزيهة, واستبعاد كل من ثبت تسببه في اختلالات امتحانية في الأعوام الماضية, كما أن وزارة التربية والتعليم وفروعها بالمحافظات والسلطات المحلية والأسرة مطالبون جميعاً بتوفير الأجواء الملائمة لأجراء الامتحانات. وبقي أن نقول لطلابنا وطالباتنا وهم يستعدون لأداء الامتحانات النهائية ورسم مستقبلهم بأنفسهم : إن ظاهرة الغش تنتج جيلاً ضعيفاً لا يقوى على شيء، تنعكس آثاره السلبية والخطيرة على المجتمع برمته, ولهذا يجب الاعتماد على الذات من خلال المذاكرة والتركيز واستيعاب ما تلقوه وتخصيص أوقات المذاكرة والابتعاد عن ظاهرة الغش والدخول إلى قاعة الامتحان بثقة عالية. ونتمنى أن تكون وزارة التربية والتعليم قد أنهت استعدادها للامتحانات وقامت بتوزيع أرقام الجلوس للطلاب والطالبات التي تأخرت عن موعد توزيعها, وتمنياتنا بالتوفيق والنجاح لطلابنا وطالباتنا.. والله من وراء القصد.