تحتفل وزارة التربية والتعليم وفروعها بالمحافظات كل عام “بيوم المعلم” ويتم فيه تكريم المعلمين والمعلمات الذين أفنوا زهرة شبابهم في تربية النشء، وخلق أجيال متسلحة بالعلم، تصبو إلى غدٍ أفضل. وتكريم المعلم أياً كان هذا التكريم معنوياً أو مادياً و لأي عددٍ من المعلمين والمعلمات فهو بمثابة تكريم وتقدير لكل معلم ومعلمة ممن قدر هذه المهنة المقدسة، واستشعر المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقه، وبذل كل جهدٍ بهدف رقي التعليم وتطوره، وحافظ على أداء هذه الرسالة السامية بعيداً عن قناعاته الشخصية أو انتماءاته الضيقة. المعلم نبراس للأجيال، ولهذا فإن مسألة تكريمه تمس جانباً مهماً من وجدانه ولها دلالات ومعانٍ نفسية عميقة فإن التكريم يجب ان يشمل أولئك الرواد والأوائل من المعلمين والمعلمات الذين حملوا مشاعل العلم في حقبة مضت اتسمت بالصعوبة في الحياة وفي الانتقال وفي توفر أبسط مقومات البيئة المدرسية. هؤلاء من الرعيل الأول من المعلمين والمعلمات الذين أسسوا نواة لتعليم الفتاة في الريف أو من كانوا يحملون فرشهم معهم ووجباتهم الغذائية على ظهورهم ليصلوا لطلابهم، أينما كانوا في الهضاب أو الجبال أو السهول أو القرى ونراهم اليوم يتساقطون كأوراق الخريف، ويرحلون عن عالمنا بصمت هؤلاء يجب ان يكونوا في سلم التكريم والتقدير والمحبة. ويجب ان يقترن بذلك منح المعلمين والمعلمات كافة حقوقهم المالية من علاوات سنوية ودرجات وظيفية مستحقة وغيرها من الاستحقاقات حُرموا منها خلال السنوات الماضية. إن تقدم أي مجتمع من المجتمعات مرهون بمقدار ماوصل إليه أبناؤه من العلم، وماوصل إليه أفراده من مراكز علمية ومعرفية ولهذا فإن العملية التعليمية منظومة متكاملة تبدأ من الأسرة ثم المدرسة والمعلم والمجتمع ولهذا فإن أي إخلال بحلقة من هذه الحلقات يؤدي إلى تعثر خطير في العملية التربوية والتعليمية. إن الظروف الخطيرة التي تمر بها بلادنا اليوم كان لها أثر سلبي على انتظام منظومة التربية والتعليم في معظم محافظات الجمهورية اليمنية ولهذا فإن وزارة التربية والتعليم ونحن على مشارف العام الدراسي الحالي مطالبة بوضع آلية لمعالجة مانتج عن فترة الانقطاع عن الدراسة في بعض المدارس ومن تأخير في المنهاج والخطط والبرامج الدراسية، وضمان سير الامتحانات وفقاً وماتضمنه التعميم الوزاري الخاص بآلية إجرائها الذي اشتمل على صرف بعض أجزاء من المنهاج الدراسي لإنهاء مرحلتي التعليم الأساسي والثانوي وعدم خروج أسئلة امتحانات النقل لجميع الصفوف الدراسية بالمرحلتين الأساسية والثانوية على ما تم تحديده من مقررات دراسية في كل مدرسة على حدة، وطمأنة الطلاب والطالبات بأن أسئلة الامتحانات ستأخذ بعين الاعتبار الظرف الحالي. وفي الختام تحية حب وتقدير لكل معلم ومعلمة قدر المسئولية الملقاة على عاتقه وحمل الأمانة وأداها بإخلاص.. وتفانٍ “والله من وراء القصد”.