استغرب كيف لأي رياضي محب للرياضة أن يطالب بتجميد لعبة رياضية ما .. وكيف يمكنه أن يسعى للقضاء على لعبة بأكملها فقط، لان اتحادها فشل في إقامة كل بطولاته المرسومة على خارطة خطة النشاط لموسم رياضي، دون أن يناقش أسباب هذا الفشل !! هل هي أسباب متعلقة بعدم صرف المخصصات كلها أو جزء منها؟! أم مرتبطة بفشل هذه الاتحادات وعدم أهليتها وقدرتها على إدارة البطولات وصرف المخصصات؟!.. ويزيد الاستغراب بطبيعة الحال عندما تأتي هذه الأطروحات من ناس ينظر إليهم كصفوة وقادة رأي..أو هكذا هم يرون أنفسهم(!!). صحيح أن الناظر إلى قائمة البطولات التي اقترحتها الاتحادات الرياضية للموسم 2010م ونسبة ما نفذ منها، ومقدار ما استلمته هذه الاتحادات من المخصصات المعتمدة للصرف من صندوق رعاية النشء والشباب سيصاب بصدمة كبيرة من الحالة التي وصلت إليها الرياضة اليمنية، لاسيما والجدول أو القائمة تكشف بجلاء الفشل الفاضح في اغلب الاتحادات الرياضية التي استلمت كل مخصصاتها أو بعضها، وفي وزارة الشباب والرياضة كجهة مشرفة ومعنية بتوفير المخصصات عبر الصندوق ومن ثم مراقبة تنفيذ الخطط وأبواب صرف المخصصات بواسطة الإدارات المختصة. وبالنظر إلى القائمة ذاتها وتحديداً إلى ثلاثة من أهم الاتحادات هي القوى والسلة والطائرة، سنجد أن السلة استلم كل مخصصاته ولم ينفذ إلا بطولتين من مجموع ثماني بطولات، وأن الطائرة نفذ سبع بطولات من عشر مع أنهم استلما كل المخصصات، كما سنجد ألعاب القوى، قد نفذ بطولتين فقط من أصل 12، وبنسبة ال 50% التي استلمها من المخصص المرصود له. والواضح أن العامل المشترك بين الاتحادات الثلاثة الكبرى بعد كرة القدم هو الفشل(!!!)، لكن هل يعني هذا أن نطالب بتجميد هذه الاتحادات ؟!..لاشك أن أي عاقل سيقول: لا للتجميد كإجراء سيقود بكل تأكيد إلى تجميد الألعاب.. لكنه سيقول نعم للتغير.. نعم لتغيير قيادات هذه الاتحادات وكل القيادات التي فشلت في تسخير المخصصات لتحقيق الهدف الذي صرفت لأجله، وذلك من خلال الانتخابات الرياضية التي يجب التسريع بموعدها..نعم لتغيير آلية صرف المخصصات التي أحرمت اتحاد مهم مثل ألعاب القوى من كل مخصصاته مثله مثل كثير من الاتحادات..هذا هو المطلوب لإنقاذ رياضتنا..المحاسبة والتغيير الايجابي عبر صناديق الانتخاب، وفتح المجال لكل الكوادر القادرة على خدمة الرياضة بعيدا عن الانتقاء والوصاية والقوائم التي أفسدت الرياضة. أما التجميد فإنه مرفوض وإن كان لابد منه فليشمل الاتحادات التي تستهلك الكثير من المخصصات للصرف على ألعاب غير مؤثرة وغير منتشرة بين الشباب على مستوى الممارسة والمتابعة حتى يتم التركيز على الألعاب التي تضم في صفوفها العدد الأكبر من الرياضيين كالسلة والطائرة واليد وكرة القدم.. والألعاب الواعدة بحصد البطولات على المستوى الخارجي بتكلفة اقل مثل الكاراتيه، التايكواندو، الجودو، المصارعة، رفع الأثقال وألعاب القوى. رياضتنا بحاجة إلى إصلاح لابد أن يبدأ بمعالجة الخلل في الوزارة وفي اللجنة الاولمبية وفي الأندية والاتحاد، ولا ينقصها التجميد الذي سيقضى على البقية الباقية. [email protected]