قبل رحيل الإدارة الأمريكية السابقة خرجت وزيرة الخارجية الأمريكية (كونداليزا رايس) على العالم بتصريح كان أشبه بالوعد حين بشرت فيه (بفوضى خلاقة في الشرق الأوسط) وحينها تباينت الآراء حول تفسير (معنى هذه الفوضى, والتي هي في نفس الوقت خلاقة) وذهبت الإدارة الأمريكية السابقة, وجاءت إدارة أوباما, ومازال الوعد قائماً, ونسي الكثيرون هذا الوعد, وفي أوائل عامنا هذا كانت المفاجأة, حين انطلقت الشرارة الأولى, لتنفيذ هذا الوعد من تونس, وبين عشية وضحاها انقلب الحال في تونس من أمن واستقرار, إلى فوضى ومظاهرات تنادي بإسقاط "بن علي", وظن الناس أن الذي أسقط "بن علي" هو الشاب (البوعزيزي) الذي أحرق نفسه, وأطلق الإعلام على هذه الأحداث مسمى (ثورة الياسمين) وثورة شباب الفيسبوك, وفي خفايا الأمور والأحداث أن الذي أسقط (زين العابدين) هم الأمريكان, فقبل أحداث تونس, التقى رئيس الأركان التونسي بجنرالات أميركان, وأوعزوا إليه الانقلاب على النظام, ونفذ رئيس الاركان ما طلبه الأمريكان وتم الانقلاب, وبدأ مسار الفوضى الخلاقة, وطبل الإعلام الغربي لما حدث في تونس, وانطلقت الشرارة مجدداً إلى مصر, وكان ماجرى وحدث, ثم واصلت (الفوضى الخلاقة) مسارها إلى البحرين وليبا وغيرها من الدول, وخرج صغار السن والمخدوعون بالشعارات البراقة إلى الشوارع, وتعاضد الإعلام الغربي وقنوات عربية لتضخيم الأحداث, واستنفار الناس ودعوتهم إلى (الفوضى الخلاقة) تحت شعار التغيير والديمقراطية, وزاد الهرج والمرج, وتحققت بنوءة (رايس) وأصبح العالم العربي على (فوهة بركان) و(صفيح ساخن) وعمت (الفوضى الخلاقة) العالم العربي كله, وبرز تجار السياسة والطامحون للحكم, وتعثروا بالشعارات البراقة, للتحايل على الشباب وإقناعهم بالتخريب والتدمير, تحت حجج المطالبة بالتغيير والإصلاح, واستغلت المعارضة مايحدث أبشع استغلال ونفذت مخطط (الفوضى الخلاقة في العالم العربي) الذي وعدت به الإدارة الأمريكية السابقة, ونتج عن هذه الثورات والانقلابات مايلي: - أصبحت (اسرائيل) هي الدولة الأقوى في المنطقة. - انكفأت الأنظمة والشعوب العربية على نفسها, وشغلت عن قضية فلسطين وأصبحت فلسطين وحيدة. - تدمير الاقتصاد العربي وتدهور الأوضاع الأمنية والمعيشية. - توسع النفوذ الإيراني في المنطقة. - إشاعة الفتنة وثقافة السلب والنهب. - قتل النفس المحرمة وسفك الدم المعصوم. - إثارة النعرات الانفصالية, والطائفية, والمناطقية, وثقافة الانتقام. - بعد هذه الأحداث أصبح العالم العربي أضعف من السابق. أخيراً أقول لشباب اليمن: اتقوا الله في الوطن وفي أرواح الناس وممتلكاتهم.. لاتنخدعوا بالشعارات البراقة, ولا بالقنوات الفضائية المروجة للفوضى. لاتنخدعوا بمن يريدون أن يصلوا إلى الحكم على جماجمكم, واعرفوا لرئيسكم فضله وقدره, فمنجزاته كثيرة وأهمها وأعظمها (منجز الوحدة) والرئيس دعا إلى الحوار وإلى حكومة وحدة وطنية, وباشر إصلاحات كبرى ستتحقق قريباً – بإذن الله. معاشر الشباب والآباء والأمهات اعلموا أن المركب إذا غرق, لن يغرق القبطان وحده, بل سيغرق الجميع, ولن ينجو أحد, والإصلاح يبدأ بالتدرج والهدوء, لأن الأزمة تولد عشرات الأزمات, والعنف يولد العنف.