أعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن بلسانه أنه سيعمل على إيجاد فوضى خلاقة في بلاد العرب والمسلمين ولن تستثنى من ذلك الشعوب السائرة في فلك الولايات حالياً وارتباطها الفعلي بالمصالح الأمريكية التي لاتتجزأ عنها المصالح الصهيونية واسرائيل. وأكدت وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس أن الفوضى الخلاقة ستبدأ بالثورة العارمة التي بدأت بواسطة عدد من الناشطين كما يسمونهم عبر الفيسبوك وماحدث في بلدة سيدي بوزيد بتونس بعد حرق أحد شبانها نفسه احتجاجاً على ظروفه المعيشية ومضايقته من قبل رجال البلدية والشرطة إلا الشرارة التي تداعى لها التونسيون في العاصمة وغيرها ومن ثم إلى مصر واليمن وليبيا وسوريا ودول عربية أخرى تتأرجح فيها الثورات وتخمد في بعض الأحيان بعد استجابة أنظمة الأردن والمغرب والجزائر والسعودية وعمان والبحرين وإن كانت الأخيرة لها طابع آخر«طائفي» بحت لمطالب المحتجين من تغيير في الوزارات وإلغاء لقرارات رفع أسعار الوقود والمواد الغذائية ورسوم الدراسة في الجامعات وإيجاد وظائف وفرص عمل لعشرات ومئات الآلاف. ومن الناس من يقولون: إن الفوضى قد اكتسحت كل مظاهر الحياة وانخرطت تلك الأطياف من العاطلين عن العمل والمحبطين معنوياً ونفسياً التي تحبب إلى الشباب فعل كل ماهو مخالف للقانون وللمصالح العامة التي لاتخص فئة أو فرعاً أو عائلة وأصبحت هدفاً للانتقام من الحكام والأنظمة لولا تصدي القوات المسلحة والأمن وبالتعاون مع الشباب والمواطنين الواعين لهم ومنعهم من تدمير الآثار والإرث الحضاري والمعالم الثقافية كما حدث في مصر لما كانت بقية المتاحف والمواقع الأثرية التي تجتذب السياح في الأقصر وعموم صعيد مصر وفي الأهرامات بالقاهرة. فنشطاء الفوضى الخلاقة يقومون بأفعال لايصدق أحد من العقلاء أنها تأتي من أناس طبيعيين وإن صغرت كالذي يحدث في شوارعنا من ممارسات تمضي قدماً نحو تأسيس جيوش من الفوضويين الشباب لاتعرف للوصول إلى مايرضيها إلا العنف والسرقة والقتل وإنتهاك الحرمات والتحدي السافر لمحاولات إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في الشارع العام وفي الدوائر والمصالح الحكومية. فهذه تعزالمدينة.. ما كان أحد يتصور بأن نماذج من أخطر الخارجين عن القانون ستمارس ماتريد من أعمال الفوضى أمام أعين الناس وخاصة الحراسات الليلية وفي ضبط عمل الدراجات النارية والمركبات ورفع الأذى عن الشوارع الرئيسية والفرعية ووضع القمامات في أماكنها والتجاوب مع المبادرات التي يدعو إليها بعض سكان الحارات وعقلائها لمنع انتشار المجرمين والحد من جرائمهم. إلا أن كل ذلك حدث ويحدث رغم جهود المحافظ شوقي أحمد هائل على رأس المجلس التنفيذي بما في ذلك الأجهزة الأمنية والعسكرية والقيادات المدنية والاجتماعية للقضاء على الفوضى الخلاقة في مهدها بالتذكير بما كانت عليه تعز وتميزت به من تحضّر أبنائها وسلميتهم وحبهم للعمل النافع أينما كان وفي أي زمان.