اتصل بي بعض القضاة يعاتبني إن كنت اقصده في مقالي الذي تساءلت فيه عمن يقف خلف بعض القضاة الذين شهد الشهود أنه فاسد.. وأولاً ليس المقصود فاسداً بعينه، وإنما هي ظاهرة، وواجب الكُتّاب بحق المواطنة أن يقف الدولة على مكامن الأخطاء , ونحن ننفذ برنامج الأخ الرئيس , كل من موقعه ومن منظوره الواقعي , وقد طلبت إلى كل زميل كاتب أن يكون موضوعياً وأميناً , فالوطن له حق علينا وللمواطن المظلوم حق على المثقفين والعلماء والصحفيين ,لأنه ابن لهذا البلد وعليه يقوم إعماره والمحافظة عليه. إن الصحافة الوطنية تقوم بدورها التنويري التبصيري ,وقد كان - ولايزال- للجمهورية شرف تنفيذ توجهات فخامة الرئيس أن تكون معبرة عن القضايا الحقيقية التي تهم المواطن , ومن ضمنها قضية القضايا مؤسسة العدل التي بدورها تسعى حثيثاً لتنفيذ برنامج الإصلاح القضائي الذي هو أس الإصلاح المالي والإداري ,والذي به وحده نفوت الفرص للأشرار الذين يطمعون أن تشيع فاحشة الفوضى في المجتمع. نحترم القضاة الذين يضربون المثل الأعلى والقدوة الحسنة في النزاهة والشرف والزهد والعفاف ,والناس يحترمونهم لهذا السلوك النزيه والخلق الرفيع، وللحقيقة فهذا النوع من الناس معروفون ,وهم لم يبالوا بتلقي الشكر من الناس ,وكيل المدح والثناء ,فهم لايعملون إلا تنفيذاً لأمر الله ولايبتغون غير مرضاته تعالى , وبناءً على ذلك لايهمهم إن عُزلوا أو عذلوا، فالأمر عندهم سيان , ولذلك نحن نطلب باسم المجتمع كله أن يمكّن هؤلاء من كرسي القضاء ليعم السلام والعدل والاستقرار وتنتشر السكينة الاجتماعية، والحمد لله هم كثير في مجتمعنا.. أما الذين يسيئون للمجتمع وللإسلام ويحاولون أن يفسحوا لأنفسهم أكبر مساحة في حبهم من القضاة فهم قلة قليلة , يعرفهم القاصي والداني وهم يعرفون أنفسهم بأنهم غير أمناء وأنهم يسيئون إلى صفحة القضاء التي ينبغي أن تكون ناصعة البياض. إن القضاء هو العمل بمقتضى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ,ولابد مادام الأمر كذلك أن يكون القاضي متصفاً بالخلق الإسلامي الشريف ,العفيف ,النزيه ,الذي هو صورة حية للإسلام الحنيف ,فالقاضي المسلم لايأكل السحت ولايبني منزله أو منازله من الرشوة ,ولايحكم لطرف ضد آخر زوراً لتنفيذ مآربه الخاصة.. اليمن وطن الجميع، فعلى الأخ القاضي أن يتقي الله عز وجل ويتعوذ من الشيطان الرجيم الذي يأمره بالزور والبهتان.. وعلينا جميعاً أن ندعم القاضي النزيه ونشجعه وهذه رسالتنا, ونأخذ على يد الفاسد ونوقفه عند حده.. تنفيذاً لبرنامج الأخ الرئيس.