ان دور المجتمع في إعداد وتأهيل وتربية الشباب يحتل الأهمية المركزية والمحور الأساسي كون الشباب بحاجة ماسة في هذه المرحلة الدقيقة إلى الارتقاء بنمط الثقافة والتحصين الفكري من التيارات الفكرية والغزو الثقافي الغربي، فمتى أدرك شبابنا مهماتهم المنوطة بهم في هذا الظرف الحساس والدقيق من مسيرة تطور بلادنا، الجمهورية اليمنية والتحديات والمخاطر التي تهدد مسيرتنا وآفاق التنمية الاقتصادية ومن الأشياء الأكثر أهمية التي يجب أن يوليها شبابنا عناية فائقة مواجهة الأخطار المحدقة بهم كالظواهر الاجتماعية السلبية والانحرافات المضرة بالسلوك العام فكرياً وأخلاقياً وارتكاسهم في مهاوي الضياع والقلق وبالتالي حرمان البلاد من مواهبهم ومجهوداتهم نتيجة لعوامل القصور في التربية السياسية والفكرية وإعدادهم نفسياً لتحمل مسئولياتهم التاريخية والوطنية بشجاعة وثقة وإيمان ثابت لا يتزعزع بقدرتنا في تخطي المصاعب والمعوقات وكافة التخرصات والفتن الهادفة إلى زعزعة قدرة الشباب في المساهمة ومواكبة مسيرة البناء والتنمية ونبذ ثقافة الكراهية والإشاعات المغرضة والتركيز بصورة فاعلة على التعليم والتحصيل الدراسي لإحداث تغيير جذري في منظومة التربية والتعليم ودحض كافة الإشاعات المغرضة للحد من العزيمة والتصميم للدفاع عن المنجزات الاقتصادية الوحدوية والارتقاء بحياة الجماهير مادياً ومعيشياً ومعنوياً. ان المهمة الرئيسة المنوطة بشبابنا في هذه المرحلة هي التعليم والارتقاء بالثقافة الذاتية واستلهام القدرة الفائقة في تطور الإسهام الفعلي للرد على الإشاعات المغرضة والاستعداد التام لأداء الدور الوطني العظيم في شتى ميادين العمل الاقتصادي والتنموي والتربوي وغيرها من الأعمال الوطنية الرسمية منها والشعبية ولكن متى يدرك الشباب والطلاب لمهماتهم والمسئوليات المنوطة بهم لدرء الأخطار المحدقة بالوطن والوحدة اليمنية والتشكيك في قدرتنا على المضي بثبات وتصميم.. فالقافلة تسير ولن يعيقها عائق نحو هدفها الرئيس ونحن نعرف عن مواهب أصيلة ونادرة تفتق عنها وعي شبابنا في عمر الزهور.. واجهت بكل إصرار نوازع الطيش والحيرة والقلق والعزلة وتحولت مواهبهم وطاقاتهم إلى دوحات وارفة الظلال يمطر الجو عبيرها وتنعش النفوس بمحبتها وملأت الدنيا رونقاً وجمالاً وبهاءً وهذا في اعتقادي يرجع للدور التربوي والتعليمي الذي تنهض به المدرسة ومستوى التحصيل الدراسي والالتزام الكامل بالمناشط الفكرية والثقافية وتحقيق محصلة دراسية نحو نهضة الشباب اليمني المساهم في تشييد صرح التقدم الاقتصادي والتنموي لبلادنا وتجاوز إعصار وتحدي المخاطر والأزمات الاقتصادية والمالية العالمية والتصدي لكافة المحاولات اليائسة في زعزعة مسيرة النهوض والتطور والنمو. وهنا يتحمل الآباء والإدارات المدرسية ومكاتب التربية والتعليم والمعلمون والمعلمات الرعاية التربوية الحديثة لشبابنا وطلابنا فلذات أكبادنا رعاية تربوية جادة تتجاوز السطحية والموسمية وتكثيف العمل السياسي عبر الإذاعات المدرسية والاهتمام بأوقات الشباب بما يعود عليهم بالنفع.. فوطن الوحدة اليمنية واشراقاتها ينظر إلى الشباب المدرك لمهماته وواجباته بأنه الأساس أفقياً ورأسياً لكل أجندة الحياة العامة والتحرر من كافة العقد النفسية والانحرافات الضارة كانعكاس سلبي لتأثير الحداثة والعولمة.