الشباب أمل البلاد وعماد نهضتها وعنوان تقدمها ومصدر من مصادر ثروتها فلا يمكن أن نخطو خطوات إلا بوجود الشباب الواعي المدرك جيداً لمهمات المرحلة الراهنة والمحقق للنجاحات في حياته العملية والدراسية باتجاه تقدم البلاد ونهوضها السياسي والاجتماعي والازدهار الاقتصادي ، بيد أن كثيراً من الشباب لن يستوعبوا بصورة جيدة مهماتهم لأنهم يسلمون أنفسهم طواعية للقلق والتذمر والإحباط النفسي وتتجاذبهم التيارات وتتلاعب بهم الأمواج والممارسات والظواهر المخلة بالسلوك الاجتماعي فمتى يدرك الشباب أن مهماتهم الأساسية هي الاهتمام بالدراسة وإحراز المراكز المتقدمة وتقديم النموذج المثالي للمساهمة في تطوير الاقتصاد الوطني وهي مهمة لايتحملها الشباب وحدهم بقدر ماهي منوطة بولاة الأمور والمدرسة والمجتمع وأن أمامهم دوراً هاماً ينتظرهم وواجباً وطنياً في كل ميدان من ميادين العمل والانتاج والتربية والتعليم والاهتمام بالثقافة لزيادة المعارف الثقافية والسياسية. إن مايحز في نفوسنا مانراه اليوم من الخطورة المحدقة على مستقبل شبابنا من السلوك المشين والانحرافات الشاذة والغياب الفكري عن مهمات الوطن والمجتمع وارتكاسهم في مهاوي القلق والحيرة والضياع والتطرف وبالتالي الوقوع بطريقة سهلة في هذه الممارسات وحرمان بلادهم وأسرهم ومجتمعهم من مواهبهم ومجهوداتهم ونجاحاتهم وتفوقهم العالي ، فكثير أو نوعيات من الشباب ذوو مواهب في قمة النجاح ونادرة في الدراسة لم يلبثوا أن عصفت بهم زوابع القلق فجف معينها وذبل غصنها ، فمعظم الأحداث التي تظهر بين الحين والآخر تدق ناقوس الخطر في مسيرة شبابنا وملكاتهم ومواهبهم في ظل الحلقة المفقودة بين المدرسة والمنزل إلا أننا نلمس بكل فخر واعتزاز قفزات نوعية حققها طلابنا وشبابنا في ميدان الدراسة ، وآخرون ذوو مواهب أدبية مبدعة تفتقت عنها أذهان الشباب في مجالات الشعر والأدب والصحافة والرياضة وأبدعوا كثيراً وقدموا عطاءات طيبة فمتى ماوجد الاهتمام والرعاية سوف تصبح دوحات وارفة الظلال يعطر الجو عبيرها وتنعش النفوس بمحبتها وتملأ الدنيا من حولها رونقاً وجمالاً وبهاء. وإزاء هذه القضايا فإن الجهات المعنية التربية والتعليم ومجالس الآباء والإدارات المدرسية ووزارة الشباب والرياضة وفروعها في المحافظات ووسائل الإعلام والصحافة مدعوة لبرمجة وتنفيذ العديد من البرامج الثقافية والمنتديات والمخيمات الهادفة إلى نشر الوعي الشبابي وغرس المفاهيم التربوية الحضارية بهدف الارتقاء بمساهمات الشباب إلى المستوى المطلوب ولمجابهة التطرف والتمسك بمبدأ الوسطية والاعتدال والمساهمة في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية والتنموية وإسهام مجالس الآباء والأمهات بالدور الكبير وتقييم مستويات الطلاب الدراسية وتتحمل الإدارات المدرسية مضاعفة النشاط الثقافي والرياضي اللاصفي والاهتمام بتطوير تجربة المكتبات المدرسية و دفع الشباب إلى الاستيعاب لكافة المشاريع التي تعمل الحكومة وبتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية الأخ علي عبدالله صالح بهدف توفير فرص عمل للشباب وتخفيف البطالة عبر المشاريع الزراعية وتوزيع الأراضي للشباب.