الشعب اليمني هو مالك السلطة ومصدرها وهو صاحب المصلحة في تحقيق الوفاق والاتفاق والحفاظ على الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي وفي المقابل سيكون هو المتضرر الأول والأخير في حالة اشتعال نار الفتنة والفوضى والخراب لا سمح الله .. ولذلك فهو صاحب القول الفصل في إخراج الوطن من الأزمة القائمة اليوم خصوصاً بعد المبادرات الحكيمة التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وأصحاب الفضيلة العلماء والتي كان آخرها المبادرة الوطنية والتاريخية التي أعلنها الأخ رئيس الجمهورية في المؤتمر الوطني العام الذي عقد بالعاصمة صنعاء الخميس الماضي والتي تجلت فيها الحكمة اليمانية في أسمى معانيها وتضمنت (إعداد دستور جديد يعتمد النظام البرلماني والفصل بين السلطات الثلاث الرئاسية والتشريعية والتنفيذية إعداد قانون جديد للانتخابات والاستفتاء يتضمن نظام القائمة النسبية وتشكيل لجنة عليا للانتخابات والاستفتاء تشكيل حكومة وفاق وطني تتولى الإعداد للانتخابات النيابية نهاية العام الجاري واعتماد نظام الحكم المحلي كامل الصلاحيات واعتماد نظام الأقاليم على أسس جغرافية واقتصادية). فخامة الأخ رئيس الجمهورية بهذه المبادرة وضع الكرة في ملعب الشعب اليمني وليس في ملعب قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي رفضت كل المبادرات السابقة وهذه المبادرة الجديدة عملت على إفشال كافة الجهود التي بذلت لتحقيق الوفاق والتوافق وأصرت على العناد والمكابرة وركوب الموجة خصوصاً بعد الأحداث التي شهدتها مصر وتونس متناسين أن اليمن تختلف عن مصر وتونس ولا وجه للمقارنة هنا وتناسوا أن الشعب اليمني هو صاحب القول الفصل وهو وحده من سيقرر بملء إرادته اختيار من يحكمه عبر الانتخابات الديمقراطية والشرعية الدستورية. أجزم أن في أحزاب اللقاء المشترك العديد من الحكماء والعقلاء الذين يدركون كل الإدراك العواقب الوخيمة على الوطن والشعب في حالة عدم الاستجابة لصوت الحق والعقل والمنطق والعودة إلى جادة الصواب والإصرار على المكابرة والعناد والسير بالوطن نحو نفق مظلم.. فهل آن الأوان ليقول هؤلاء الحكماء والعقلاء كلمة الحق خالصة لله سبحانه وتعالى.. هل آن الأوان أن يقولوا لقياداتهم الحزبية: اتقوا الله في الوطن والشعب وامتثلوا لأمر الله تعالى في تحكيم كتابه الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهل آن الأوان ليقولوا إلى هنا وكفى فلا داعي لإشعال نار فتنة في البلاد لا تبقي ولا تذر من أجل تحقيق مصالح حزبية وشخصية ضيقة على حساب مصالح الوطن والشعب. لا ندري لماذا الإصرار على العناد والمكابرة ورفض الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى والعودة لجادة الصواب والقبول بالحوار لإخراج البلاد من دوامة الأزمة التي تعيشها قبل أن تحدث الكارثة وبعد ذلك نطالب بالحوار فلماذا لا يتم الحوار الآن وليس بعد ما يكون قد وقع الفأس على الرأس. مطلوب من العقلاء في المشترك والحكماء في هذا البلد أن يعملوا بكل جهد وإخلاص وصدق لوأد الفتنة قبل استفحالها للحفاظ على سفينة الوطن من الانزلاق نحو الهاوية.