لا زالت الأصوات المطالبة بتحكيم العقل والمنطق مرتفعة وتزداد يوماً بعد آخر, ولا زالت قيادات أحزاب اللقاء المشترك مصرة على العناد والمكابرة في السير نحو إشعال نار الفتنة والدفع بالوطن صوب هاوية سحيقة.. فقد رفضت العودة إلى جادة الصواب والقبول بالمبادرة الرئاسية التي أعلنها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى في الثاني من فبراير المنصرم والتي تضمنت مجمل مطالب المشترك وكذا دعواته المتكررة للحوار والقبول بالتغيير وتسليم السلطة عبر الأسس الشرعية والدستورية وبالطرق الديمقراطية وبما يجنب البلاد الانزلاق في مخاطر الفتنة والفوضى والخراب .. كما رفضت قيادات المشترك مبادرة أصحاب الفضيلة العلماء التي تضمنت النقاط التي قدمها فضيلة العلامة الشيخ عبدالمجيد الزنداني وليس الأمر وقفاً عند الرفض للمبادرة ولكنه تعدى ذلك إلى الإساءة لعلماء اليمن بوصفهم أنهم (حملة مباخر) ودعوتهم للتوبة والإنابة وكأن أصحاب الفضيلة العلماء ارتكبوا إثماً كبيراً عندما قالوا في بيانهم الذي أعلنوه في ختام اجتماعهم الخميس الماضي والذي انعقد في مسجد الصالح بصنعاء لمدة ثلاثة أيام: (إنهم موافقون على النقاط الثمان التي تقدم بها الشيخ الزنداني إلى العلماء يوم الاثنين الماضي والتي كلف بعرضها من قبلهم على أحزاب اللقاء المشترك ومن معهم وأن من خرج عنها فقد دعا إلى فتنة). لماذا الإصرار على عدم تحكيم كتاب الله وسنة رسوله الكريم.. لماذا يرفضون الانصياع لأمر الله سبحانه وتعالى؟ حيث أمرنا في كتابه الكريم بقوله:(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحن تأويلاً) وقوله تعالى: ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) صدق الله العظيم. • لماذا الإصرار على ركوب الموجة واستغلال حماس الشباب للدفع بهم في أتون فتنة لا ناقة لهم فيها ولا جمل؟.. لماذا الإصرار على هدم المعبد وبعد ذلك نتحاور؟.. لماذا لا نحافظ على المعبد ونتحاور الآن قبل فوات الأوان لتجنيب وطننا وشعبنا ويلات الفتن والصراعات والفوضى والخراب؟. • ألا يعلم الإخوة قيادات أحزاب المشترك أنه لو افترضنا فرضاً وتحققت أمنيتهم وتسلموا السلطة أن الطرف الآخر سيخرجون إلى الساحات والشوارع للمطالبة برحيلهم من السلطة وهكذا سنظل سنوات وسنوات نطالب بسقوط النظام؟.. لماذا لا نحكم العقل والمنطق ونقبل بمبدأ التداول السلمي للسلطة عبر الأسس الشرعية والدستورية التي تجنب الوطن والشعب مغبات الفتن والصراعات والانقسامات والتمزق والشتات. لا ندري لماذا غاب العقل وغابت الحكمة لدى معظم قيادات أحزاب اللقاء المشترك ولا أقول جميعهم لأن هناك منهم ليسوا موافقين على ركوب موجة الفوضى وعدم الاستجابة لدعوات الحوار فقد التقيت صباح أمس بأحد القياديين البارزين في الحزب الاشتراكي اليمني بتعز ودار بيني وبينه حديث خاطف, حيث سألته عن رأيه حول عدم قبول أحزاب اللقاء المشترك مبادرة الرئيس ومبادرة العلماء والدعوات المتكررة للحوار فرد عليّ قائلاً:( لم يعد أحد يسمع للرأي الصائب فالجميع راكبون الموجة).. وهنا أتساءل: ألا يوجد في أحزاب اللقاء المشترك عقلاء أم أن الجميع أصبحوا تحت عباءة الشيخ؟. [email protected]