يشبه عالم الغيب محيط لجّي لا قرار له ولا شواطىء تحده, ويشبه عالم الشهادة جزر طافية صغيرة هنا وهناك في عالم الغيب, والله وصف نفسه أنه عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال. ومن آخر ما جادت به مراكز البحث العلمي أنه لا يشترط الغرق بدخول الماء إلى الرئتين, ويمكن إدخال دم صناعي للجسم مشحون بالأكسجين, ويمكن معالجة سرطان الدم وأمراض شتى بالخلايا الجذعية, ويمكن جعل المشلول شللاً رباعياً أن يعود إلى حياته الطبيعية, ويمكن فصل التوائم الملتصقة ببعض من الولادة بتقنية جديدة تعتمد الأبعاد الثلاثية في الكمبيوتر. فأما الأولى فقد أجروا تجارب على الفئران حينما أغرقوها فبدأت الرئتان بالتنفس مع الماء المشحون بالأكسجين, وهذا يذكرنا بالسمك وهي تبلع الماء ولا تبلعه بل يمر على الخياشيم فتسحب الأكسجين. وفي سياتل طبق العلماء هذا على طفل السيدة جوزفين التي أنجبت ابنة امتلأت رئتاها بالعقيق البراز الطفلي, وبعد ثمانية أيام نجت وأرضعتها أمها.. ويفكر العلماء اليوم بالاستفادة من الدم الصناعي بواسطة تقنية تكنولوجيا “النانو” أي أحجام آلات صغيرة بواحد من المليون من السنتمتر تزود بمادة الاوكسيجينيت, فيمكن للإنسان أن يبقى دون تنفس تحت الماء أربع ساعات. والشاب “جف ستاب” أصيب بسرطان الدم وعمره 26 سنة قبل أن ينجب, فشجعوه على الإنجاب وأخذوا من دم المشيمة الملوءة بالخلايا الجذعية من بنته ما يعالجون به سرطان الدم عنده. والخلايا الجذعية هي الخلايا التي لم تتميز بعد, ويمكن بقدرة عجيبة أن تتحول إلى 210 أنواع من أنسجة الجسم, وكل إنسان يولد يجب أخذ دم مشيمته والحبل السري والاحتفاظ به في الآزوت السائل بدرجة 160 تحت الصفر, واليوم في بريطانيا يوجد أكبر بنك للخلايا الجذعية يفيد العباد ويبيعه بثمن غير بخس. وفي أريزونا قام الطبيب ريتشارد هيرمان ومساعده “جيبنج هي” الصيني بعمل شيء مذهل حينما استطاعوا في مشفى السامري الطيب في فينيكس أن يجعلوا رجلاً مصاباً بشلل رباعي أن يقوم منتصباً على قدميه فيمشي 15 خطوة في الدقيقة. وكان ذلك بعد تدريب العضلات وزرع منظم كهربي موصول بالنخاع مثل منظم ضربات القلب الكهربي فمشى الرجل يسبح الله على نعمه. وفي المركز الطبي لسلاح الجو الأمريكي في سان انتونيو في تكساس استطاع فريق طبي مكون من 78 شخصاً أن يفصل الطفلتين بثني وريني وهما ملتصقتان من الكاحل حتى الصدر في قطعة واحدة مع اشتراك في بعض الأعضاء الحيوية وبثلاث سيقان. وكانت الطريقة إدخال معلومات الديجتال إلى مختبر ثري سستمز في كاليفورنيا الذين يصوبون حزمة ليزرية إلى خزان من الراتنج فيخرج هيكلاً ثلاثي الأبعاد, وبموجبه استطاع الجراح رايموند ستفكو وهاورد هينمان بعملية دامت 28 ساعة أن يفصلوا الطفلتين موجهين بالنماذج ويقصوا حتى عظم الساق إلى شطرين ففارقت الأختان بعضهما, وهما الآن طفلتان رشيقتان تلعبان معاً في حديقة منزل والدهما النقيب سكوت ريني. “وعلّم الإنسان ما لم يعلم, وكان فضل الله عليك عظيما”.