(لا حول ولا قوة إلا بالله) والله أكبر على كل الظلمة الناقمين على وحدة اليمن وسلامتها وأمنها واستقرارها وليرحم الله كل شهداء الوطن الأحرار, شهداء مجزرة الجمعة, ونسأل الله أن يتقبلهم مع الشهداء والصديقين في جناته العليا، ولا نامت أعين الجبناء والمتمصلحين. الله الله في اليمن، اتقوا الله في أبناء الوطن، إلى أين تسيرون بنا، ألا تكفي الدماء التي سفكت عدواناً وظلماً, ألا يكفي عدد الشهداء الذين سقطوا, ألم تحرك فيكم مناشدة النساء ودموع الأمهات وآهات الثكالى وأنين الأطفال روح المسئولية ومعاني الإنسانية وقيم الدين الحنيف لتتقوا الله في أبنائكم وإخوانكم الذين يسقطون على ساحات الاعتصام بفعل تصرفاتكم الرعناء ودعواتكم التحريضية. ما تزال مجزرة الجمعة تدمي قلوب كل اليمنيين وستبقى نقطة سوداء في جبين السلطة والمعارضة اللتين تتحملان المسئولية المباشرة تجاه المأساة التي حدثت بفعل تعنت المواقف واجترار الشارع إلى صدامات دامية كان ضحيتها المواطن البسيط البعيد عن الصراعات الحزبية والمصالح الضيقة. يجب الاعتراف ان التغيير قادم وهو ما أعلنه الأخ رئيس الجمهورية ودعا إليه أكثر من مرة وبات أمراً لابد منه وفي اعتقادي ان الانشقاقات التي حدثت في عدد من ألوية الجيش بقدر ما تعد خطوة إيجابية أمام الشارع, بقدر ما تبث الرعب من اتجاه الوضع نحو التصعيد في حال تمسك أطراف الصراع السياسي بآرائهم المتعصبة لأن شباب الوطن في الشارع هم من سيكون الضحية. إن تصاعد الأحداث على الساحة الداخلية اليوم يدعو جميع الفرقاء لتحمل أمانة المسئولية العظيمة الملقاة على عاتقهم لتجنيب اليمن مأزق الانجرار لصراعات داخلية من خلال الوصول لصيغة توافقية تكفل انتقالاً سلمياً سريعاً للسلطة بعيداً عن لغة تصفية الحسابات. ويبقى الأمل يحدو أغلب اليمنيين في أن يقدم الأخ رئيس الجمهورية مبادرة وطنية جديدة تحفظ دماء اليمنيين وتصون البلاد من أي خطر محدق بها، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المواقف الوطنية للأخ الرئيس تجاه وحدة اليمن وأمنه واستقراره وبما يجسد قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً وألين أفئدة, الإيمان يمان والحكمة يمانية). ويبقى الأهم أن يثبت اليمنيون نقاء سريرتهم وبياض قلوبهم بالنظر إلى المستقبل الجديد بعيداً عن ترسبات الماضي والإساءة للرموز الوطنية ولتكن أهدافنا بيضاء نقية جوهرها إشاعة ثقافة الحب ونبذ العنف والكراهية .. فالرئيس بكل إيجابياته وسلبياته إنسان ومواطن يمني أصاب وأخطأ ولا يخلو من العيوب والسلبيات. ما يثير الشفقة والاستنكار تساقط كثير من أوراق الفساد كتساقط أوراق الخريف الصفراء, استقالات الفرصة الأخيرة ظاهرها النقاء وباطنها الفساد, استقالات أظهرت الوجه الحقيقي لبعض رجال السلطة البواسل الذين امتهنوا المواطن كثيراً, استقالات هدفها الهروب من المساءلة لكن في النهاية الشعب لن يرحم الفاسدين. * سمير اليوسفي كان صمتك خيراً من الكلام وكان الأجدر بك الصمت واعتزال العمل بدلاً من الانقلاب 180 درجة في يومين. * إخواني الشباب سواء في ساحات الاعتصامات أو في مختلف ميادين الحياة اليومية نتمنى منكم التنبه للمخاطر المحدقة بالوطن واستلهام دوركم التاريخي في هذه الأزمة من خلال استلام مهام المرحلة القادمة دون الرضوخ لمطامع ورغبات الصاعدين على ظهوركم.