بعد ان خيم القلق في كل البلاد والناس متجهة لربها بين دعاء وصلاة ورجاء وتزعزت السكينة في كل البيوت ودب الخوف على الجميع صغاراً وكباراً.. لتأتي إلينا ظهيرة جمعة الزحف بمشهد لم يشهد له مثيل في تاريخ صنعاء.. مشهد يعجز العين عن مداراة دموعها.. يشرق علينا ذلك المنظر المهيب الذي أثلج الصدور وانزل السكينة إلى كل القلوب الواجفة هبت كريح من رياحين الجنان أرسلت شذاها إلينا، كنسائم سماوية تنثر عبقها على كل القلوب. كان مشهداً رائعاً يغيظ ويكمد الأعادي.. كان مشهداً قدمه رجال يزنون الأمور بعقل وحكمة وإيمان. بوقفتكم تلك عبّرتم عن حقيقة تلك الحكمة التي تحدث عنها خير الأنام.. في هذا المشهد قمة الحكمة وقمة الصواب لا يكون إلا من رجال في الوقت الذي غفل عنه كثير من القوم في الميدان وامتطوا رحالهم ليتغنوا بالجديد المجهول. أولئك هم الرجال الأحرار .. أهل الشهامة والمروءة والإباء .. أهل الوفاء والنفوس الغيورة لكم منا السلام. لكم منا الوفاء لكم منا الدعاء لن أقول: كانوا درعاً للرئيس فحسب بل كانوا درعاً لوطننا الحبيب بشرقه وغربه بشماله وجنوبه. لأجل الأمن والاستقرار حقناً للدماء وإخماداً للفتنة ودحراً للأعادي أينما كانوا على كل مستوياتهم وأشكالهم.. هذه هي معادن الرجال هذه هي مناقب الرجال هذه هي حقيقة الإنسان هذه هي المكارم الشماء التي نحن بحاجة لها .. هذه هي العقول التي ندفأ بحكمتها.. هذه هي الوقفات المشرفة التي تتساقط تحت نعالها سباب السفهان.. هذه هي القبائل الأصيلة التي تحركها النخوة والمروءة والإيمان نعم للوطن رجال يحمونه إذا تطاول عليه الأقزام ويقدمون وقفات تتصاغر عندها عمالقة الشيطان لوطننا الغالي رجال يحمونه بالعقل والحكمة والإيمان.