خيّر رئيس وزراء اسرائيل نتن نياهو, رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وطاقمه بين السلام مع اسرائيل أو التفاهم مع حماس في غزة, بلهجة واضحة التحذير والتهديد, فردّ عليه سياسي بريطاني متقاعد بأن هذا السلام قد مات وتحلّل حتى العظام ولم يبقَ له أثر منذ ثلاثة أشهر تقريباً عندما صرّح بنيامين نتن ياهو نفسه أن الإدارة الأمريكية تخلّت عن الضغوط على اسرائيل لإيقاف الاستيطان بالضفة الغربية وفي القدس الشريف بالتحديد. وظهر الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون يؤكدان أن البيت الأبيض قد قبل بمطالب اسرائيل في عدم ممارسة الضغوط على رئيس وزرائها للقبول بوقف الاستيطان لعدة أشهر فقط, ما كانت لو تمت تكفي للتغلب على الصعوبات الرئيسية التي تعترض السير في مشروع الحل النهائي الذي على رأسه إعلان الدولة الفلسطينية على حدود 67م وعودة اللاجئين ومشكلة المياه ووضع المستوطنات القائمة في الضفة الغربية وعدم بناء مستوطنات جديدة. وكانت الآمال قد انتعشت في كل من غزةوالضفة الغربية عقب إعلان الرئيس عباس أنه سيزور قطاع غزة وسبقه خالد مشعل, رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في التصريح عن قرب التوافق النهائي بين القيادتين في رام اللهوغزة على مسألة المصالحة, وما بقي إلا إعلانها تلبيةً لتطلعات الشعب الفلسطيني. وكانت الأنباء قد تواترت عن احتمال شن سلسلة من الاحتجاجات على الوضع الفلسطيني البائس بسبب الانقسامات التي بنت اسرائيل عليها كل المشاريع التوسعية الديمغرافية والتهجير الجديد من خلال إخراج الأسر الفلسطينية من منازلها في القدس وتسليمها إلى اليهود المتعصبين أو هدم القرى والمنازل بحجة عدم حصول أصحابها على تراخيص بناء بينما هي قديمة ووثائقها موجودة من قبل 67 و48م. ومن المتوقع أن يجنح عباس إلى التخيير الإجباري, لأنه يعتقد أن الاسرائيليين سيتحركون بوتيرة أعلى لتنفيذ بناء آلاف الوحدات السكنية في القدس ومحيطها لاستكمال برنامج تهويدها وطرد سكانها منها بصورة جماعية وسريعة لفرض الأمر الواقع استغلالاً للانقسام وتغذيته في نفس الوقت, خاصةً أن الإدارة الأمريكية لن تقول لاسرائيل مجرد قول: انتظروا وأجّلوا المشروع الاستيطاني حتى نتخلص من أعباء التطورات الجديدة في الشرق الأوسط المتمثلة في المشاكل التي مرّت وتمر بها بعض الدول العربية لما لها من حساسية ومضاعفات جد خطيرة على الكل.