في دورة الحياة ومنعطفاتها الكثيرة ومايرافقها من أمور شتى تجعل الإنسان أسير الترقب والحذر من المجهول الذي ينتظره تتشكل في ثنايا هذه اللحظات أسئلة عديدة أولها كيفية الخروج من هذا القلق السائد في حياتنا؟ وللإجابة المختصرة عن هذا السؤال حري بنا أن نقرأ صفحات المشكلات المتراكمة في روزنامة أيامنا التي تمر دون أن نظفر ولو بنصف إجابة تمكننا من السير في هذا التتبع المتسارع في هذا الزمن (الطفرة) الذي لايترك شاردة أو واردة الاَّ ولامسها من كافة الجوانب. القلق الذي يحيطنا من كل الجوانب ماهو مرده؟ ألم نسأل أنفسنا ولو لحظة توقف مع النفس عن ما أوصلنا إلى هذه المفردة الصعبة التي تفعل فعلها دون إبطاء أو انتظار للحظات ومابعدها. حتى أن البعض يعزو القلق إلى هذا العالم المليء بذرات البحث عن القلق المكون لتركيب الإنسان وأنسجته المشبعة باللهث وراء متطلباته التي تكون جزءاً من ارتباطه بهذا الكون المتغير بوجود الإنسان والثابت بجزئية البقاء . المحزن أن القلق في أيامنا المتسارعة قد أوجد له مكاناً شاسعاً في تفكير الأطفال الذي يفترض أن يكونوا على وفاق تام مع الأحلام الوردية وتشكيل آفاق أكثر رحابة لهم ولمستقبلهم الذي يفترض أن يكون بحجم أمل طويل لاينتهي . هذه الوقفة التأملية عن القلق كان مبعثها ابني الأصغر وهو يسألني عن أشياء كثيرة لاشك أنه وقف أمامها بذهنيته الطفولية البريئة عن مايسود عالمه الصغير والكبير معاً عن مشكلات تتراكم تزاحمت مع أحلامه حتى اختلطت عليه الأمور وصار يفكر رغماً عنه تفكير الكبار . أن يكون طفل بحجم ابني محسن يسألني أسئلة تعجيزية عن الراهن والقادم ومايحدث وماسيحدث اعتقد أن ميزان القلق لم يبرىء احداً منا . مادام أن الأمر قد وصل إلى الأطفال الذين اعتقد جازماً أنهم يحسون بالأمور قبل وقوعها أو يستنطقون الحدث من مكانه. المرتكز الأهم في هذا القلق هو الأسرة التي يتعاطى معها الطفل ثم المدرسة ثم المجتمع الذي يتحاور معه كل يوم.. هذه الثلاثية الناقصة مع بعضها لم تتمكن من السيطرة على محو آثار القلق وبذلك أصبح السؤال الأهم في هذا المربع المغلق هو: كيف يمكن أن نتجاوز أسئلة القلق من أذهان الجميع ؟ الإجابة بلا شك بحاجة إلى وقفة جادة ومسئولة من الجميع .