ماحدث ويحدث في هذا الوطن العزيز الجميل الذي «يعق» بكثير من الأذى, نكالاً وتخريباً وحرباً ضروساً, أمر مخزٍ ومقيت.. وإن تعجب فعجب قولهم، إنه اليمن السعيد, الذي لم يعد سعيداً بهذه الأفعال الطائشة المنكرة, التي لايقرها إسلام ولاكفر. لم أعد أشاهد التلفاز لما فيه من تضليل واستخفاف بعقل المشاهد وعواطفه, فالجميع يتمترس خلف وجهة نظر تهدف إلى الضحك والاستهتار, إما عن طريق الدين أو عن طريق الوطنية.. أما الحقيقة الوحيدة, فهي أن الشعب اليمني أصبح رهن إقامة القبح والشتات والأزمات المختلفة, بشكل جبري مقيت!! ودخل اليمنيون بإجبار وعنف ميدان المساجلات التي لاتودي ولاتجيب، ليضيعوا في سفسطة كريهة: هل يوقع الرئيس في صنعاء أو الرياض. كان الأمل أن تكون المدارس والمعاهد والجامعات في الداخل والخارج قد استطاعت أن تخلق وعياً عند اليمنيين، مما يجنبهم ليس المشكلات، ولكن سفك الدماء في الطرقات, غير أنه وللأسف الشديد, كل واحد حمل شهادته ووعيه لافتات تنادي بضرورة خوض تجربة الفتنة التي أزعجناها إيقاظاً.. إن منابر المساجد أصبحت مسعر حرب, وبدل أن ينادي الخطيب قومه بالعودة إلى الله الذي حرّم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرماً ولعن من يقتل نفساً بغير حق لعنة خالدة في كتابه العزيز, أصبح هذا الخطيب أو ذاك يعلن الجهاد المقدس ضد أخ أعلن شهادة التوحيد, ينتسب ليمن «الإيمان يمان والحكمة يمانية». قطع طرق واختفاء بالظلام من خلال ضرب أبراج الكهرباء, وتجويع للناس من خلال إعدام الغاز.. ثم هذا المريض يحتاج لعملية وأنسولين لابد أن يحفظ في الثلاجة, ومئات الألوف لابد أن يستبقوا مع الزمن لطرد الجهل، أصبحوا دون مدارس ومعاهد وجامعات, ثم.. ثم أقبح من كل هذا الباطل هذا الانقسام الاجتماعي, إذ أفراد الأسرة أصبحوا أعداء. الشعب أصبح يدفع الثمن غالياً وكبارنا «غير الأفاضل, بمن فيهم كثير من العلماء والشيوخ والدكاترة» لاسامحهم المولى وأخذهم بما يستحقون, يضحكون علينا, ويتداولون وجهات نظرهم الخائبة, بينما نحن أفراد الشعب نتداول البغضاء والكراهية وإطلاق الرصاص.. لقد سلب الله العقول ومن شاء يتفرج.