البرلمانيون الذين اجتمعوا في منزل حميد الأحمر الأسبوع الماضي أجمعوا أو كادوا يجمعون على الدور المتميز والفاعل والمؤثر الذي ظهرت به الفضائية اليمنية في المرحلة الأخيرة، وفي زمن الأزمة بالذات، وقد اعترفوا بعجزهم عن القيام بفعل أي مخطط استهدافي في ظل وجود الفضائية وبقائها تحت مسئولية النظام الحالي والحزب الحاكم، كونها لهم بالمرصاد تكشف مخططاتهم وتظهر أسرارهم أولاً بأول، وهذا هو ما أزّهم على اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون أكثر من مرة، لأنهم لو استولوا عليهما فهي بوابة عبور السلطة، وسلم الوصول إلى الحكم ولهذا هل كان أحد يصدق أو يتصور أن قناة مثل فضائيتنا تستطيع أن تقارع قناة بحجم قناة “الجزيرة” التي كانت تتربع على عرش الفضائيات العربية والإسلامية جميعاً؟. وبالفعل فقد استطاعت قناة اليمن الفضائية الرائدة أن تقضي على شهرة قناة الفتنة “الجزيرة” وأن تقلل من حجمها، وتفقدها مصداقيتها، وتكشف للمشاهد العربي حقيقتها المزيفة، ومنهجها التضليلي، وموادها السامة، وأخبارها الكاذبة، في زمن قصير جداً. قناة “سهيل” هي الأخرى رضعت منذ ولادتها التضليل والتهويل، وقلب الحقائق، وعملت على تشويه صورة الواقع، واستخدمت في ذلك سلاح الكذب والزيف والتزوير، وقذف الرعب في قلوب مشاهديها، وأصابتهم بالاكتئاب، لأنهم يجدون في الشارع مالا يجدونه في سهيل، فلا حرب ولا قتال ولا فوضى ولاشيء، الدنيا أمان وسلام، والناس يطلبون الله في محلاتهم والبلد لايزال بخير، فإذا بهذا المشاهد المسكين يسخر منها، وقد يتركها كلياً، حفاظاً على حياته وحتى لايصاب بالهلوسة ثم الجنون الكلي. وأقول: إن الأزمة الراهنة رغم ماتحمله من مآسٍ وأحزان، إلا أنها منحت الفضائية اليمنية شهرة واسعة في الداخل والخارج، وجعلتها في صدارة القنوات العربية الأكثر ريادة وتميزاً، في هذه الفترة بالأخص، وبشهادة اللقاء المشترك أنفسهم. فتحية عطرة لفضائيتنا ولكل القائمين عليها ونتمنى لها مزيداً من التألق والإبداع.. كما لا ننسى قناة “سبأ” الرائدة، والتي واكبت الحدث، وسايرت الواقع، وأثبتت جدارتها ومهنيتها على الرغم من حداثة سنها، فلطاقم عملها تحية واحترام. والله الموفق والمعين!!