هناك مستدرك متأخرأيقظته في ذاكرتنا قناة سهيل حين قلبت حقيقة الصورة واستبدلتها بكل ما هو منافٍ للمصداقية والوضوح في هذه المشاهد التي تقدمها لنا كمشاهدين من خلال شاشتها المضللة للرأي العام وذلك عندما قدمت عدداً من رواد ورموز الجنان الجديد من خلال برنامج (بصراحة) الذي يعده ويقدمه صالح الجبري والذي ما إن سمعناهم وهم يسردون تلك الحكايات والبطولات وبعد أن شاهدناهم وهم في تلك الحركات أتت أو استيقظت مدركاتنا لإدراك هذا المستدرك وان كان قد جاء علينا متأخرا فقد أضاف لمدركاتنا المعرفية التنوير بشأن مايسمى ( الجنان الجديد) وخصوصا عندما قدم لنا معد ومقدم هذا البرنامج ماعرف باللواء/علي محسن نصار ومن ثم الدكتور/صالح سميع وكلاهما كان أنموذجاً في ريادة هذا النوع من الجنان الذي يسمى الجنان الجديد في بلادنا وهنا قد يتساءل معي القارىء: ماهو الاختلاف بين نموذج رواد الجنان الجديد وبقية مجانين الجنون العام والذين نشاهدهم بتلك الصورة المزرية في الأماكن العامة؟ طبعا هناك اختلاف كبير وليس كل مجنون في الشارع هو حالة من الجنان الجديد لأن هذا الجنان هو حالة أخرى تختلف عن حالة الجنون العامة بثقافة عالية ومدركات حسية وعقلية تدرك ماذا تفعل وماذا تقول ولكنها في حين من الاحيان تصاب «بهفة» وتخرج عن حالتها الطبيعية إلى حالة اللاعقل وبهذا المصاب تركب الموجة وتخرج عن الكلام بشيء من العظمة والمبالغة في صناعة المواقف وسرد الأحداث على سلوك أنا صانع المجد وصاحب الموقف والفضل على الجميع.. الى جانب سلوك وتصرف الماجد نفسه بالشهرة وان كان من صنعها أموات أو أحياء من حوله , وهناك في مجتمعنا اليمني من هم في حالة (نصار)و(سميع). مثل هذا المواطن الذي عرف بمدينة المخا وأصبح مشهوراً بسبب هذا النوع من الجنان الجديد لأنه ظل حتى آخر عمره يحلم بالزعامة وكان إذا تواجد في مجلس ألقى على من في المجلس مفاخرهٍ و سيرة محاسنه وعظمة مواقفه ,حتى أنه كما يقال كان يعمر مدينة المخا في مسائه , ويهملها طوال النهار بنوم عميق ,وله من الحكايات مالايزال المخاويون يرددونها حتى اليوم ..أما هذه الحالة الأخرى التي تباينت فيها الصورة لهذه الهلمة من رواد الجنان الجديد في مشهد كانوا فيه في (سهيل )ارا جيزيقدمون لنا حكاية هي في سردها أشبه بحكاية أحمد شوربان الشعبية الذي أسر الفاً وهزم المئات وشرب من لبن السباع وهوفي حقيقة الامرليس بهذه الشجاعة والبطولة وكان في زمانه بمثابة حالة مماثلة لنصاروسميع والمخاوي، وهنا لابد من الاشارة إلى إن الازمة السياسية الحالية التي تشهدها بلادنا في هذا الظرف الراهن مثل ماحملت من متغيرات في حياتنا اليومية.. أيضا حملت لنا النكتة السياسية وهي في هزلها وطرفتها لم تبتعد من هذا المفهوم الذي هو في إشارتنا بين هذه السطور للجنان الجديد ,وإشارة إلى ذلك كما وصلت إلى مسامعنا يقال من باب النكتة انه عندما يشاهدون أهل العزب حسن زيد أومن هم من أمثال سميع ونصار وغيرهم من المتحدثين أشاروا إليه ؛«ايوه شللك ثورة من الجنًان الجديد .. ايوه والهدرة». وفي إشارة أخرى لمضمون الرسالة الإعلامية ومضمون المشهد في تشكيل الصورة الخبرية في قناة التضليل (سهيل)التي عناصرها وجوهر رسالتها ضعيفة ومنافٍية للحقيقة ومشوهة ولاتحمل إلا مضموناً واحداً وهو لتضليل وتشويه المشهد عن أي وضوح ومفرغ من كافة عناصره وهذا ماجعل العديد من المشاهدين اليمنيين يحذفون هذه القناة من باقة القنوات الفضائية التي يشاهدونها لا لشيء وانما لما يجدونه في القناة من بهتان وفربكة زادت على الحد تعمل على تشويه الصورة التي يتلقاها , وبعد ما وجدوا أن ما يتلقونه من قناة سهيل ليس سوى مشهد متكررمنافٍ للحقيقة والمصداقية هذا من جانب ومن جانب آخر لايجدون فيه سوى تلك الرسالة التي في وظيفتها ترجع إلى ماهو مخالف للعقل والمنطق والشرع , و إذا لم تستح أفعل ماشئت.