اليمانيون مهاجرون منذ القدم في مختلف اصقاع العالم ولهم في الهجرة قصة وألف قصة ، وأبناء حضرموت هاجروا لمختلف الأصقاع إلى اندونيسيا وماليزيا وجزر القمر وشرق إفريقيا ودول الخليج العربي ، البعض منهم يرى في الهجرة والاغتراب حلاً لكل مشاكله المالية والاجتماعية وأن الاغتراب هو أقصر الطرق لتحسين المعيشة بينما يرى البعض الآخر أن الاغتراب هو أقصر الطرق لتحسين المعيشة بينما يرى البعض الآخر أن الاغتراب هو السبيل الوحيد للثراء وهؤلاء هم أنصار السفر والاغتراب ويتحدثون عن أولئك المهاجرين الأوائل من أبناء محافظتي حضرموت وتعز وتحديداً مديرية دوعن الذين غادروا دوعن بحضرموت في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي إلى السعودية وغدوا اليوم بنبل خصالهم وصفاتهم وبجدهم واجتهادهم ونضالهم الدؤوب، من كبار الأغنياء في السعودية كالشيخ محمد حسين العمودي والشيخ المهندس عبدالله بقشان وبن لادن وبن محفوظ وغيرهم . أحياناً حلم الثراء يدفع الكثيرين إلى الاغتراب بهدف توفير حياة كريمة للأسرة بعيداً عن الدخل المحدود ، وارتفاع الأسعار ، والبطالة ، وهموم الحياة بصورة عامة والأزمات السياسية المتكررة والمتوالية والتي أضحى المواطن يئن تحت وطأتها والفقر المدقع المتزايد الذي طال الشريحة الوسطى فضلاً عن عدم إحساس المواطن بالأمان وشعوره المتزايد بالقلق والخوف على مستقبل أسرته وأولاده . للهجرة إذن وجه آخر جميل فليس كل الاغتراب هماً وغماً مثلما يروج البعض وليس من الخطأ أن يغترب الرجل بحثاً عن حياة أفضل لتغيير الواقع الصعب والمرتب المحدود الذي لا يغطي العشرة الأيام الأولى من الشهر . ويرى بعض مناوئي الهجرة والاغتراب أن للهجرة والاغتراب مساوىء كثيرة ومتعددة وربما خطيرة ، فطول مدة الاغتراب يزعزع أركان الأسرة ، ويترك أثراً خطيراً في نفس الزوجة والأولاد ، فهم كالسفينة التي بلا شراع عرضة للمخاطر والضياع ويتساءلون عن فائدة المال إذا كان يفرق بين الزوج وزوجته ، ويفني كل منهما زهرة شبابه وربيع عمره بعيداً عن شريك حياته. الاغتراب بالنسبة لليمنيين علاج ناجع لمشاكلهم المالية والسياسية وكلما ازداد التوتر السياسي والأمني في البلاد كلما ازدادت الهجرة إلى الخارج وهي تعبير صارخ للواقع المر الذي يعيشه اليمني في بلاده ، بعدما اتسعت دائرة الفتن والارتخاء الأمني ، وتوارى العلماء والعقلاء عن المشهد وغدت أصوات المدافع ولعلعة الرصاص هي السائدة والصوت الذي لايعلو عليه على الساحة اليمنية وكفى ! والله من وراء القصد . [email protected]