الحياة خارج الوطن ليست حلماً وردياً دائماً، كما يعتقد البعض وليس الطريق إليها مفروشاً بالورود، فالحلم عادة يولد من هنا من أرض الوطن، وقبل أن يسافر المهاجر أي أن يضع المسافر أهدافاً معينة لسفره وأن يتسلح بالمهارات والمعرفة وبالشهادات العليا التي تؤهله للحصول على عمل لائق منافساً لمختلف الجنسيات الأخرى العاملة في دول الخليج من العمالة العربية أو الآسيوية أو الأوروبية المؤهلة تأهيلا جيداً. فلم يعد العامل الذي لا تتوفر فيه أبسط المهارات أو الذي يعتمد على الجهد العضلي مقبولاً اليوم في أية منطقة في الخارج، كون الآلة والأجهزة المختلفة المبتكرة تقوم بمثل هذا المجهود، بمعنى آخر من راوده حلم السفر إلى الخارج يجب أن يكون مستعداً لهذا الحلم، فأحياناً حلم الثراء يدفع الكثير إلى الاغتراب بهدف توفير حياة كريمة للأسرة بعيداً عن البطالة وارتفاع الأسعار وجشع المؤجرين، وهناك الكثير من شبابنا الذين يقطعون الحدود تهريباً بسبب البطالة يقعون بأيدي رجال الحدود ويتم إعادتهم مره أخرى إلى أرض الوطن، معظم هؤلاء الشباب لا يملكون شهادات ولا مهارات ويحلمون الإقامة في إحدى دول الخليج وإذا نجح بعضهم في الدخول إلى إحدى دول الجوار ينصدم بظروف الحياة الصعبة، وإن وجد عملاً فتأتيه الصدمة الثانية راتب محدود في قرية نائية بعيدة عن المدينة. اليمنيون في الخارج ليسوا مجرد بقرة حلوب تدر العملة الصعبة، أو وسيلة لتحويل الريال السعودي أو الدرهم الإماراتي أو الدولار الأمريكي واليورو الأوربي، لو كان الأمر كذلك لانتهت المشكلة بإصدار قانون يلزم كل مغترب أو من يعمل بالخارج بتحويل نسبة من دخله بالسعر الرسمي، اليمنيون في الخارج مشكلة صعبة كعملتهم لابد أن ننظر لها بمنظار آخر غير أنهم أحد مصادر الدخل القومي أو مصدر تحويل للعملة فقط، فهم أولاً مواطنون ويواجهون في دول الاغتراب هموماً ومعضلات عدة تبدأ من رسوم الدراسة لأبنائهم ولا تنتهي عند حدود تجديد ورسوم الإقامات وارتفاع الإيجار وغيرها من الهموم اليومية.. وعلينا وعلى وزارة شؤون المغتربين وسفارتنا في الخارج تقديم كل المساعدة الممكنة لمغتربينا أينما وجدوا. أنت تكون حيثما تضع نفسك.. هذه حقيقة يعلمها كل من يعمل بالخارج، ولكن الأغلبية لا تعمل بها لأسباب عديدة، قد تكون دوافع الغربة كثيرة لكنها ممزوجة بالألم.. فيا ترى هل دائماً النتيجة بقدر التضحية؟.. والله من وراء القصد. [email protected]