ذكرتني الأحداث المأساوية التي يشهدها وطني الغالي والصراع الدموي الدائر بين أبنائه, بصديقة عربية من المغرب العربي تعشق اليمن وترى فيه مالايراه بعض أبنائه.. وتؤكد أن اليمنيين أكثر الشعوب اعتزازاً وولاءً لوطنهم اليمني. وسألت نفسي في هذه الأيام العصيبة: هل مازالت صديقتي العربية على حبها الكبير لليمن وأهله، وهل مازالت على اعتقادها بأن اليمنيين أكثر الشعوب حباً وولاءً لوطنهم وهي ترى بعينيها مايصنع اليمنيون بوطنهم وإلى أين وصل حال اليمن على يد أبنائه؟؟ صديقتي عائشة المهتمة بدراسة التاريخ والحضارة العربية قالت إنها تفتخر كون أصولها تعود إلى اليمن مهد العروبة وبلاد الحضارة وأخذت تعدد وبكل فخر وإعجاب مايتميز به هذا البلد العربي وأهله عبر التاريخ وتبدي شغفها الكبير لزيارة اليمن أرض الأجداد أولوا القوة والبأس الشديد وأصحاب القلوب اللينة ومن شهد لهم الرسول الكريم بالإيمان والحكمة، لدرجة لو لم أكن يمنية لتمنيت أن أكون يمنية. ومما قالته وبقي عالقاً في ذاكرتي إن مايميز اليمنيين عن غيرهم عزتهم وكرامتهم وشجاعتهم وتفانيهم في الدفاع عن وطنهم وحريتهم واستقلالهم, فاليمن مقبرة الغزاة.. ومهما اختلف اليمنيون فإن حكمتهم تطغى على كل هذه الخلافات مهما اشتدت ولايصل بهم الحال حد التآمر والاستعانة بالأجنبي ولو كان عربياً، ولهذا لاخوف على الوحدة أبداً وأن اليمنيين رجالاً ونساءً لن يفرطوا بوحدتهم ولا بدماء الشهداء الذين سقطوا في سبيل تحقيق هذا المنجز الذي يفخر به كل عربي من المحيط إلى الخليج. هذا ماقالته عائشة بنت المغرب العربي وعبّرت فيه عن حبها واعتزازها باليمن وأهله.. ولاعجب أن يفتن العرب وغير العرب بهذه الأرض الطيبة وتاريخها العريق والإنسان الذي صنع مجده وحضارته التي لاتزول.. ولكن العجب كل العجب أن تجد يمنياً يتنكر لوطنه ويحاول جاهداً أن يشوه صورته المشرقة في عيون الآخرين ولغرض في نفسه، يعمل كل مابوسعه للإساءة لليمن وأهله ونظامه، ظناً منه أنه كلما أفرط بالشتم والإساءة وتلفيق الأكاذيب ضد وطنه وأبناء وطنه ونظام حكمه نال رضا أسياده من أعداء اليمن وتقرب إليهم زلفى.. والفضائيات العربية تزخر هذه الأيام بمثل هؤلاء المسخ من البشر اليمنيين الذين يتسابقون في تقديم أنفسهم كمحللين سياسيين وعسكريين واقتصاديين ويقدمون قراءة للوضع في اليمن وأسبابه والحلول المقترحة للخروج من هذا الوضع بحسب رؤيتهم ومايملى عليهم من قبل القائمين على تلك القنوات.. كما هو الحال مع قناة الجزيرة صاحبة الريادة في هذا المضمار.. وماتلك التقارير الزائفة والمفبركة والمعلومات المغلوطة والمضللة التي تبثها عن الأحداث في اليمن وعلى لسان يمنيين باعوا ضمائرهم ووطنهم لشيطان الجزيرة إلا دليل آخر يدحض اعتقاد صديقتي عائشة وأن اليمنيين ليس كلهم مخلصين ومحبين لوطنهم وأن من بينهم من له استعداد أن يبيع اليمن وتاريخها وحضارتها ووحدتها وكل منجزاتها بأبخس الأثمان.. ومنهم أيضاً من يلهث خلف الأجنبي ويستجدي الأممالمتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي وأمريكا وربما اسرائيل للدفع بهم للتدخل في اليمن على غرار ماحدث في العراق ويحدث في ليبيا وأفغانستان، شعارهم نحن فوق الوطن وفوق الشعب ومصالحنا الشخصية والقبلية والحزبية أهم من الوحدة وكل منجزات الثورة اليمنية.. فرفقاً باليمن أيها اليمنيون ولاتعيثوا فيه فساداً وكونوا لوطنكم كما تراكم عائشة بنت اليمن المغربية ،فهي تعرف ماضي آبائكم وأجدادكم وتاريخهم المشرق الجميل.. وكونوا كما قال عنكم الشاعر: ليس منا أبداً من مزقا.. ليس منا أبداً من فرقا.. ليس منا أبداً من يسكب النار في أزهارنا كي تحرقا..؟! حمى الله وطننا وشعبنا ووحدتنا من كل شر ومكروه وجنبنا ويلات الحرب والدمار. آمين .