الممتلكات العامة المتمثلة بالمباني الحكومية كالمؤسسات، الشركات .. المكاتب، المدارس، المستشفيات، أعمدة الكهرباء، الشوارع، السيارات وغيرها من الممتلكات ونقول عنها بأنها حكومية، التسمية كذلك لكنها في الأصل هي ملك للشعب أو ملك عام فهي ليست ملكاً للرئيس أو رئيس الحكومة أو الوزير، او المدير أو أي مسئول كان، لذا فإن المحافظة عليها وصيانتها من التلف أو التخريب مسئولية الجميع ودون استثناء، مسئولية كل الأحزاب المعارضة والحاكمة بل مسئولية كل مواطن لأن الكل يستفيد منها فإذا أصاب أي مؤسسة أو منشأة نهب أو تخريب فإنها بالتأكيد ستتوقف عن عملها وعن أداء مهامها التي يستفيد منها عامة الشعب وبهذا الفعل المنافي للوطنية تتعطل مصالح الناس وتخسر الخزينة العامة ملايين الريالات جراء إعادة إنشاء وتأهيل هذه الممتلكات وفي الأخير فإن الخاسر الوحيد هو الوطن والمواطن. وما سمعنا عنه خلال الأيام الماضية من أن بعض المؤسسات العامة قد تم نهبها وتدميرها من قبل البعض ممن لا يحملون ذرة واحدة من الوطنية فمثل هؤلاء يصنفون ضمن عصابة اللصوص وإلا لما أقدموا على مثل ذلك الفعل الدنيء الذي لا يقبله عقل ولا منطق ولا ندري كيف يفكر مثل هؤلاء النفر أو ما يجوز لنا أن نسميهم بالخارجين عن القانون والأخلاق العامة، فهل يفكر مثل هؤلاء بأنهم في فعالهم تلك سوف يحققون أهدافهم الشيطانية والتي تسيء حتماً إلى الوطن وإلى أخلاق ومثل وقيم مجتمعنا اليمني الذي ينكر مثل هذه الأفعال الإجرامية التخريبية والتي لا تخدم في الأساس سوى من يريد النيل من الوطن ومقدراته، أقول وأكرر أن مثل هذه الأعمال قد أساءت لشعبنا ومجتمعنا اليمني لأنها بعيدة عن أخلاقه وهذا ما أظهره شعبنا من استياء كبير وإدانة قوية لكل فعل يشوه سمعة وأخلاق شعبنا الذي عرف عبر التاريخ بأنه شعب حضاري يتعامل مع ممتلكاته بحس وطني عالٍ، ومن قاموا بتلك الأعمال التخريبية من نهب وسلب لا يمثلون مجتمعنا اليمني بل أصبح ينكرهم ويطالب بملاحقتهم لينالوا جزاء ما اقترفوه في حقه معنوياً ومادياً بل وسمعته أمام الآخرين، والظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد وهي غير خافية على أحد تستدعي من كل مواطن يمني كبيراً كان أم صغيراً مسئولاً أو مواطناً عادياً بأن يتمثل القيم العليا لشعبنا اليمني من خلال استنكار ومحاربة مثل هذه الظواهر الغريبة والدخيلة علينا، وأن يجعل كلٌ منا نفسه حامياً وحارساً لكل ما هو عمومي من الممتلكات الثابتة وغير الثابتة، فبامتلاك مثل هذا الوعي وتعميمه وإشاعته نستطيع أن نحمي الممتلكات العامة التي هي في الأساس ملكنا نحن المواطنون ومن العيب أن تظهر في مجتمعنا جماعة تدمر ما تم بناؤه خلال عشرات السنين.