المواجهة بين الشرق والغرب عادت من جديد أي بين روسيا والصين وبين الغرب الأمريكي البريطاني الفرنسي.. وذلك حول مايجري في المنطقة العربية في “ليبيا وسوريا”. روسيا والصين تقول وتتهم “حلف الأطلسي” بتجاوز القرار الأممي من مجلس الأمن ضد “ليبيا” من العمل على تنفيذ الحظر الجوي فوق ليبيا والذي التزم به النظام الليبي .. إلى شن عدوان عسكري غير مبرر .. وروسيا بذلك على حق .. لأن الأهداف الإنسانية من العدوان العسكري الأطلسي تحولت إلى هجمات عسكرية ضد الشعب الليبي دون تمييز أو حرص على المدنيين والبنى التحتية الليبية. الآن تعارض وترفض روسيا والصين “الشرق” قراراً يسعى الغرب الأمريكي الأوروبي إلى استصداره من مجلس الأمن ضد سوريا .. التي تعاني من عمليات إرهابية مسلحة ضدها “شعباً وجيشاً وأمناً وبنية وقيادة”.. وعليه لم تحضر روسيا والصين اجتماع مناقشة القرار،وأكدتا رفضهما القرار تماماً وأنهما سيرفضانه في مجلس الأمن. فلماذا وصل الموقف الروسي الصيني إلى هذه النقطة؟!! لاشك أن روسيا والصين أدركتا أن الغرب يتلاعبون بقرارات الهيئة الدولية،واستخدامها لضرب الأنظمة الوطنية المقاومة لهيمنة الغرب والصهاينة في المنطقة العربية،وأن الغرب صار يستخدم حقوق الإنسان في الحرية والديمقراطيةوالسيادة لشن الاعتداءات العسكرية ضد الأنظمة والشعوب الرافضة،والمقاومة للنظام الطاغوتي الرأسمالي الصهيوني الجديد وهيمنته على الوطن العربي. الموقف الروسي الصيني مهم جداً ليس لسوريا،ولكن لأمنهما وسلامهما القوميين.. ويفترض أن يكون موقفهما مع سوريا،وحتى مع ليبيا، ومع اليمن ومع لبنان العربي المقاوم، وإلى جانب السودان وثورة مصر.. موقفاً قوياً وفاعلاً لمنع الأجندة الغربية الرأسمالية الصهيونية من الاستمرار في الوطن العربي حماية لأمنهما القومي،ولمصالحهما في المنطقة العربية.