من غير شك أن “روسيا الاتحادية” تنظر لمنطقة الشرق الأوسط من منظور أمني استراتيجي لها.. وترى أن السياسات التي تنهجها الإدارة الأمريكية في هذه المنطقة أي منطقة “شرق البحر المتوسط” من ليبيا إلى مصر إلى لبنان إلى سوريا، إلى العراق، إلى إيران نعم.. ترى “روسيا الاتحادية” أن السياسة الأمريكية في هذه المنطقة تهدد الأمن الاستراتيجي لروسيا.. وتعرض مصالح حيوية جداً لها أي ل«روسيا» للمخاطر، ولذا وبعد العدوان الأطلسي بقيادة الإدارة الأمريكية على ليبيا وإسقاط النظام الليبي بقيادة الرئيس “معمر القذافي” الذي اغتيل بتدبير وتخطيط وملاحقة من الاستخبارات الفرنسية.. نعم فطنت روسيا إلى أن تركها ليبيا للعدوان الأطلسي كان من الأخطاء الاستراتيجية التي مست أمنها ومصالحها.. وعليه انبرت “روسيا” لمواجهة المخطط الإمبريالي لشرق المتوسط حماية لأمنها، ولمصالحها الاستراتيجية. من هذا المنطلق أعلنت “روسيا الاتحادية” موقفها ضد أي أهداف غربية “أوروبية أمريكية” في سوريا تحت أي دعاوى، وتقف إلى جانب الشعب السوري، وحقه في حل أزمته من خلال الحوار، وفي هذا الإطار أحبطت “روسيا، والصين معها” العديد من مشاريع القرارات المقدمة من الغرب الأمريكي الأوروبي الرامية إلى التدخل العسكري في سوريا للانتصار للثوار، أو حتى فرض منطقة عازلة، أو منطقة حضر جوي، أو ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.. ومازالت “روسيا، ومعها الصين” على هذا الموقف، وبقوة، والصين ترى أيضاً أن هذه المنطقة والتدخل فيها عسكرياً يعد تهديداً للسلام والأمن الدوليين، وما يدفع تمسك روسيا، والصين بسياستهما ويشجعهما للوقوف مع سوريا، إلى جانب مصالحهما وأمنهما.. تماسك الشعب السوري، والتفافه مع جيشه ودولته، واقتدار الدولة السورية على التعامل مع الجماعات المسلحة الإرهابية بنجاح وقوة وصرامة، وتمكنها من الحفاظ على سيطرتها على معظم أراضي الدولة. نشر صواريخ “الدرع الصاروخية” جنوب شرق تركيا من قبل الولاياتالمتحدة والآن إقامة قواعد صاروخية أطلسية جنوبتركيا استفز “روسيا الاتحادية” فعززت تواجدها العسكري في طرطوس السوري، وأرسلت حاملة طائرات وسفناً حربية جديدة للمشاركة في مناورة مشتركة مع البحرية السورية، وأعلنت أن نشر صواريخ في جنوب، وجنوب شرق تركيا يعقّد المشكلة ويوتر المنطقة وهو عمل مستفز.. وهي تصريحات روسية لا تستبعد اثرها أن ترسل صواريخ بالستية إلى كل من سورياوإيران.. بل إنها على استعداد للوقوف مع سوريا عسكرياً في حالة أي تدخل عسكري.. وما المناورات المشتركة بين القوات البحرية إلا لتأكيد ورفع الجاهزية لدى القوات البحرية الروسية والسورية لمواجهة أي عدوان على سوريا.. وفي هذه الحالة إذا أقدم الأطلسي على حماقة فإنه بذلك قد عرض المنطقة برمتها إلى حرب شاملة لن تكون في صالحه. رابط المقال على الفيس بوك