بدأت في الأسبوع الماضي أضخم مناورة بحرية للقوات البحرية الروسية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتشمل هذه المناورة المياه الشرقية للبحر المتوسط وتمتد إلى البحر الأسود.. إنها مناورة تغطي مساحة واسعة وسط القارات القديمة الثلاث “أوروبا، آسيا، وأفريقيا..” ومناورة بهذا الحجم وعلى هذه المساحة الواسعة من المياه ليست تدريباً عادياً، لكنها مناورات تحمل رسائل عديدة إلى المنطقة وإلى الغرب وإلى العرب والمسلمين وإلى العالم والرسائل مفادها أن “روسيا الاتحادية” موجودة وتملك قوة ردع هائلة قادرة على الدفاع والحماية لمصالحها في مختلف أنحاء العالم وتؤكد هذه الرسائل بحزم وشدة أن أمن روسيا غير مباح وهو أمن في منطقة المناورة، كما هو أمن عالمي فكل مكان فيه مصالح لروسيا يتعرض للتهديد والمخاطر هو تهديد للأمن والمصالح الروسية، وعليه فإن روسيا ترسل رسائل إلى الغرب والولاياتالمتحدة بالذات مفادها أن روسيا لن تسكت أو تقف مكتوفة الأيدي بعد اليوم تجاه ما يهدد مصالحها وأمنها وتعتبر أن منطقة المناورة الحالية في شرق البحر المتوسط والممتدة شمالاً إلى البحر الأسود هي منطقة أمنية بالنسبة ل«روسيا الاتحادية». طبعاً .. روسيا الاتحادية وخلال ثلاثة عقود مرت على سقوط الاتحاد السوفيتي استطاعت أن تعيد بناء الدولة اقتصادياً، واجتماعياً، وعسكرياً.. فبادئ ذي بدء هي دولة نووية كبيرة.. لكنها خلال إعادة البناء أعادت بناء وتطوير أسلحتها البحرية والجوية، والبرية وكذا الصاروخية وذلك تحت وطأة الخوف من السياسات الأمريكية، التي هددت وغزت العديد من دول العالم لفرض الأمركة على العالم تحت عنوان «العولمة».. هذه السياسة العسكرية الأمريكية التي صارت تهدد أمن واستقلال وسيادة ، ومصالح، واستقرار شعوب العالم دفعت القيادة الروسية إلى استعادة سياستها العسكرية السابقة، والعمل على تواجدها عسكرياً خارجياً، في المناطق التي تعتبرها مناطق أمنية لروسيا مثل منطقة الشرق الأوسط، وهي الأقرب إليها، وقد اتضح ذلك من خلال المواقف إلى جانب سورية وإلى جانب إيران ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية.. كما أن المناورات البحرية الروسية التي مازالت مستمرة في البحر الأسود، والبحر المتوسط تحمل رسائل إلى الأقطار العربية والإسلامية في محيط هذه المياه مفادها أن لا خوف من الولاياتالمتحدة والغرب الإمبريالي وتهديداتهم.. فروسيا موجودة وتملك ذراعاً روسية مسلحة قوية قادرة على تأمين سلامة وسيادة واستقلال حلفائها ضد التهديدات الغربية. المناورات الروسية فيها استعراض للقوة الروسية البحرية والجوية والصاروخية والقدرة على الإنزالات البرية بكل سهولة ويسر وإذا كان هذا هو بدء الخروج.. فكيف سيكون الخروج ؟! لا شك سيكون رادعاً للعربدة الأمريكية ضد شعوب العالم. رابط المقال على الفيس بوك