على افتراض أن الكهرباء ملك لشخص ما, فلماذا ندمرها ونعيش في الظلام؟ إذا كان ولابد من العدوان فلنصادرها لحسابنا وندعها تضيء وتنور, ونقوم نحن أهل العدوان بتشغيلها وصيانتها, ونطلب الله مثل الناس.. فالكهرباء أداة خرساء لم تكن يوماً من أهل الموالاة أو المعارضة, فاسمها كهرباء بدون أب ولا أم ولا قبيلة أو عشيرة, وهي خرساء.. إنها كتل من الحديد والأسلاك والمحركات فماذنبها تقصف.. ثم هذه المؤسسات ماذنبها وهي ترمى بالمدافع والصواريخ.؟ نحن نعلم جميعاً بمن فينا أنتم أنها ملك لهذا الشعب (الذي يرحم الله) وأن معظمها مقيدة عليه ديناً لصناديق (الربا) في العالم وربما أجيال وأجيال لن تستطيع سداد قيمتها وقيمة الأرباح الربوية التي عليها.. ماذنبها تقصف وتهدم.. ويعبث بوثائقها ومستنداتها؟ ثم ماذنب المواطن يظل بدون غذاء، لانقطاع الغاز، وماذنبه تتعطل مصالحه ويموت لأنه بدون سيارة توصله للمشفى لعدم وجود بترول؟. يؤسف الشعب اليمني وهو أسف سيظل في وجدان هذا الجيل والأجيال القادمة أن يكون الدمار والتخريب ومضايقة الشعب على هذا النحو صادراً عن بعض القيادات الحزبية.. ويؤسف الشعب اليمني أن يكون منطق محاصرة النظام هو هذا المنطق الذي يبرره أصحابه بأنه(ثمن الثورة).. إن أي ثورة هي في الواقع تقدم ضد التخلف وعلم ضد الجهل ونور ضد الظلام وسيارة وطيارة بدل الجمل والحمار، وجامعة ومعهد بدلاً من الكتاب والمعلامة ودكتوراه في الطب بدل(الميسم) وسطور المشعبذين.. وقسم بوليس وشرطة حديثة بدلاً عن(القيافة) وزيارة الأضرحة لتحديد السارق.. وديمقراطية معاصرة بدلاً من ديكتاتورية رعناء قبيحة.. قلت قبل أشهر إن ماأخشاه على شبابنا المبارك هو التفاف تلاميذ (بروتوكولات حكماء صهيون) لإفساد طلباتهم المشروعة.. والحق أن كثيراً من شبابنا يدركون أن الحركة الصهيونية- لاباركها الله- تعمل في كل البلدان الإسلامية لزرع الوقيعة, فلم تمت هذه الحركة بل هي نشطة من خلال مجمعات ماسونية تعمل ليل نهار لتمزيق وحدة الأمة وفك عراها. إن هناك دخلاء على شبابنا.. يقومون بزرع الخوف في المجتمع, ويستثمرون براءة الشباب لتحقيق مصالحهم.. فياشبابنا خذوا حذركم وكونوا عناوين بناء لا دعاة تخريب, وعناوين صلاح لا فساد.. لقد كثر المتنفعون من كل قبيل فاقطعوا عنهم الطريق.