أيها المتحاربون المتصارعون هداكم الله إلى الحق وحب الوطن الذي أصبح بفضلكم خارباً, مظلماً مكسراً.. (مشقدفاً) مبعثراً.. نناشدكم معارضة وموالاة أن تتنازلوا عن أنانيتكم لمدة أسبوعين, أسبوعين وحسب, حتى تنتهي امتحانات أبنائكم وإخوانكم, فتفسحوا الطرق للمهندسين لإصلاح ماخربته أطماعكم الأنانية وقواتكم المسلحة من أبراج الكهرباء. نعم في السنوات الماضية كانت الكهرباء تنقطع بين الحين والآخر، ولكن كان يوجد البديل الجاز والبترول والديزل، أما الآن فبفضلكم- لاسامحكم المولى- انعدم كل شيء، فكيف يقرأ الطلاب دروسهم؟.. هذا أمر، أما الأمر الآخر فإنا نرجوا أن تكفوا عن هذا السلوك الذي لم تعرفه أخلاقنا, لاديناً ولاعرفاً, وهو سلوك حمل السلاح, وأن تصبح النفوس رخيصة إلى حد أن بإمكان هذا أو ذاك أن يستأجر مقاتلين يضربون الرصاص ولو بحق(الغداء والقات) عيب ياقوم. أيها المحترمون يامن استرخصتم الأنفس والأموال والثمرات كفاكم بالله عليكم.. إن مئات الألوف من أبنائكم الطلاب يناشدونكم أن تقدموا لهم يد المساعدة ولو لمدة أسبوعين, فتشعرونهم بالأمان والطمأنينة والهدوء والسكينة, وأنهم سيؤدون امتحاناتهم بدون رصاص.. إن أسر هؤلاء الطلاب قلقة عليهم, بل إن بعض هذه الأسر تفكر أن تمنع أبناءها من الخروج لأداء الامتحان مما بلغ منها من القلق والخوف والفزع والهلع. أيها المحاربون.. إن هذا اليمن يناشدكم أن يظل جميلاً كما عهدتموه وأن تظلوا له أبناء محترمين كما عهدكم.. إنه لايستاهل منكم هذا الخروج الأحمق, ولاهذا العقوق غير الموفق.. إنه يأمل فيكم البناء لا الهدم, الإصلاح لا التخريب, التسامح لا التشاحن, الحب لا الكراهية.. ماذا صنع بكم هذا الوطن حتى تنكروا فضله, وتردوا جميله بالمنكر القبيح, لقد بدا اليمن أيها المتحاربون قبيح الوجه, مذعور الكيان مظلم النهار, هجر سماءه أصوات العصافير والشحارير, فتلبد بأصوات الرصاص, وبدأ اليمانيون يستروحون روائح البارود بدلاً من عبير نسمات الكاذي والفل والياسمين. أيها المتحاربون.. أسبوعان وحسب كفوا عنا حربكم الشؤم, إن كان الله قد كتب عليكم الشقاء وخاتمة السوء.. أسبوعان دعوا فيهما أبناءكم يشهدوا أنه بالعلم وحده سيخرجونكم من الظلمات إلى النور.