الأنانية أصبحت ملحوظة في سلوكنا وبشكل فج وخانق .. والسبب غياب العدل، فالكل يلهث ليفسح لأنانيته، أحد مصادرة حقوق الآخرين ورأيت بعض الحيوانات (الثديية) كالكلاب قد زودها الله بأكثر من ضرع لتطعم كل أطفالها بذات الوقت ودون ازدحام رحمة من الخالق بهذه (الجراء) العمياء لأنها لاتعقل ولأسباب أخرى يعلمها الله وعلماء الحياة. وفي المجتمعات الجاهلة تظهر الأنانية واضحة في كل شيء ولايعرف مايسميه الماركسيون ب (تقسيم العمل) ولاتقسيم أي حاجة، فالكل يحاول أن يسطو على حق الغير ولو اضطر أن يستعين بشهود الزور ويلجأ إلى إخراج أنواع بديعة من الكذب والتضليل. تظهر هذه الأنانية في طوابير استلام الحقوق كالمرتبات وفي دفع المستحقات كالمياه والهاتف والكهرباء.. وقلت للجندي المحترم في نقطة تفتيش: كان أولى بك أن تأمر صاحب هذه السيارة بالتأخر حتى يأتي دوره لأنه اخترق الطابور بعنجهية وسوء ذوق!! وتظهر هذه الأنانية واضحة في النقاش فلقد أوجدت هذه الفتنة القبيحة التي أيقظها الجميع سلوكاً قبيحاً من الأنانية فكل يحمل وجهة نظر.. هذا من حق هذا أو ذاك.. ولكنه يطمع جاهداً أن يلزم كل الناس بوجهة نظره ولو استخدم كل أساليب المغالطة مصحوبة بوعيد وصوت مرتفع متشنج.. هوّن عليك فكل كلام لاينتهي بصدق الله العظيم غير مقدس وقابل للنقاش!! ولست أرى في الجدل عيباً إلا أن يتجاوز أدب الحديث ويتحول إلى عداء وسوء ظن.. قلت لأحدهم: إن هذا المعارض المشهور وهذا الحكومي المشهور اللذين يظهران عادة في وسائل إعلام خارجية يتناظران ليسا عدوين كما تزعمون وتظنون وتعتقدون هل أقول لكم مفاجأة: أنهما صديقان جداً, يأكلان ويشربان على مائدة واحدة , ويقيلان معاً.. شك الحاضرون فيما قلت فاضطررت أن أسلك سلوكاً غير مهذب فتحت الهاتف وأدرت مكبر الصوت (الاسبيكر) وسلمت على أحدهما سلام العيد ولما سألت عن (عدوه التلفزيوني) المعارض قال وسمعه الحاضرون.. يقول هو موجود سيكلمك.. فبهت الحاضرون لذا فنحن نحتاج لشيء اسمه العدل للابتعاد عن مرض الأنانية!!