التقيتها في إحدى الفعاليات ورأيتها مشروعاً نسائياً سياسياً لقوة حجتها في النقاش كان أبنائها صبياناً وصبيات يساعدونها كونها تعاني من الإعاقة.. وأثارت بتصرفاتها وثقتها بنفسها إعجابي وتقديري وعدت للتاريخ الإسلامي لأدرك حكمته في دعم النساء بحكمتهن لكنها آلمتني لحالها الذي لم يشفع لها فقد تآمر إخوتها ومازالوا يحولون دون حقها بأخذها ميراثها،وسّطت أناساً ولم يستجيبوا فتقدمت للمحكمة لتأخذ حقها خاصة تواضع حال زوجها وهو لايبخل عليها ويعالج إعاقتها ولكن هاهو ميراثها الذي سيخفف عنها وطأة الإعاقة وسيحسن حال أبنائها مثلما يتحسن حال أبناء إخوتها الذين ينعمون بإرث يستلمونه قالت لي:المفارقة هي إخوتي تسلموا إرثهم وتحسن حال زوجاتهم وأبنائهم ولم ينظروا لحقي في أن أتساوى معهم بنيل حقي الشرعي وكذا أبنائي !! قالت لي معلومة: أنهم وسطوا قريباً لنا هو مسؤول ليقول: خذي هذا المبلغ وأي شيء تحتاجينه اتصلي بي قلت له: هذا ترغيب وبعده ترهيب لذا لا احتاج لوساطتك التي تمنعني من حقي ليتك وقفت مع الحق في أن آخذ ميراثي الشرعي أما أنا فقد تألمت لهذا الأسلوب في ثني الناس عن حقوقهم وشتان بين هذا وبين ما أعطاه الإسلام من حقوق للمرأة سياسية واجتماعية واقتصادية وبمفهوم معاصر مايطلق عليه التأييد والدعم المادي والمعنوي فهي المرأة أول من آمن بذلك الفكر والدين الجديد أليس هذا حق وتشريف سياسي لها وهي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أليس هي أول من موَّل الدعوة للإسلام بمالها بل أنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو من كان يعمل عندها أليس هذا تمكيناً لها لدعم الإسلام وتمويل نشره؟. لم تكن برجوازية المسلك مثل يومنا هذا بتعاملها كونها لم تفصله من عمله لأنه انشغل بنشر دينه أو تحجر عليه كما في أيامنا هذا حين يعاقب العمال بالطرد أو الخصم من الراتب أو حين يحجر الآباء والأزواج إن رأوا المرأة تصرفت بمالها كحال السيدة خديجة كأن تمنح المال لعمل خيري أو وقف بل ويخفون الميراث الذي لها حق فيه لتنفقه على نفسها وأسرتها بل أنهم لا يتمثلون قول الآية{وللذكر مثل حظ الأنثيين} وهي آية صريحة وكأنهم يكفرون بهذه الآية أو إذا بهم يكنزون الذهب والفضة طمعاً في الدنيا ويستكثرون أن تستلم المرأة حقها لينساب لأطفالها الفقراء أو الأيتام كونهم أبناء رجل آخر وكأنهم يتجاوزون قول الله تعالى في العلاقة مع اليتيم أوليس الله أعلم وأدرى أو ليس زوج المرأة أختهم إنساناً مسلماً!! وكيف هم لايستنكفون أنهم يتزوجون بنساء مسلمات ويستكثرون على أخواتهم حقوقهن الشرعية وكيف حال إنهم لايساوون حقوق أبناء الأخت بحقوق أبنائهم وأبناء وبنات إخوتهم هل هم أفهم من آيات الله وحكمته إن هذا التملك بالثروة لامعنى له إلاَّ قلة الإيمان وذلك الاعتقاد القديم عند الأمم القديمة في عدم إعطاء النساء حقهن بما فيه الإرث كأنهم يعتقدون أن هناك حياة بعد الممات لذا فهم يكنزون الثروة مع الإنسان الميت وهو ما تحدثت عنه حضارة الفراعنة وفكرة بناء الأهرامات واعتقادهم بأن حياة لاحقة بعد الموت وإذا بهذه الفكرة هي التي تجد ما يقابلها لدى بعض الطماعين في وقتنا الحاضر في أخذ ميراث أخواتهم وهم مدركون أنهم لن يأخذوها معهم في حمايتهم ولكنها الأنانية والطمع والظلم في أن يكدس الشخص الثروة ولو كانت حراماً لأبنائه ويحرم أبناء أخواته. من أين جاء أولئك بتلك التفسيرات التي طغى فيها حكم أصحاب الجاهلية الذين كانوا يحرمون النساء من حقوقهن؟ عدت بالذاكرة لهذه المرأة المشروع النسائي السياسي القوي الذي يصطدم بعادات دخيلة يرفضها الإسلام.. ظلم جائر ومرجعيات سياسية ،تكييف انتهاك الحقوق ترهيباً وترغيباً وتألمت كثيراً كون هؤلاء أخطر وأكبر من الخصمين لأن هناك من يفرضون ويسلطون قوتهم على حقوق إلهية مقابل مصلحة وانحياز ولا أعرف أي منطق سياسي أو وجاهة مجتمعية تجيز مواراة الحق والعدل الإلهي ويتغاضى عن ذلك وهو يدرك أن عقاب الدنيا والآخرة سيلازمانه فهل من صحوة وإنصاف واحترام الاستحقاق الإلهي؟.