يارب التائهين في جدران الأرض وسطوحها!! يا مولى الحيارى والمتضررين والبائسين والمقهورين والخائفين: انفتح باب استقبال رمضان وأبواب قلوبنا لم تنفتح بالتسامح ولا زالت مغلقةُ بالضغينة وغريزة “ الأنا ” تحكمنا وفراق ما بيننا البين يبدد شملنا ، و يمزق أواصر روابطنا. يارب ! إليك نشكو بأس ما حل بنا وضعف تخطيطنا وعشوائية تصرفاتنا وهمجية تسرعنا حتى أنها أودت بنا في غياهب الفوضى والشتات ، وتحملنا ما لا نطيق فوق كاهلنا المثقل بالعناء والبؤس والحزن. يارب ! شمت بنا العاذلون وتباهى بجروحنا الساخرون الحاقدون وتمزج بشرب دمائنا خفافيش الظلام ولعب بأوتار حبال اخوتنا، اكلوا لحوم البشر ، البغيضون يارب تمردوا على ظهر أرضنا وأعموا أبصارنا ونشروا الفتن والبسوها ثياباً جميلة تسر الناظرين ، وأوهمونا أننا نحسن صنعاً وجعلوا من همومنا لعبةً يستعطفون بها ثوراتنا ويؤججون الغضب في نفوسنا حتى ظننا أننا نحسن صنعاً !. يارب ! هذا رمضان قد أقبل وقلوبنا لم تقبل بالرحمة والغفران ولا زالت الأنانية فطورنا وعشاءنا وما تشتهي أنفسنا فلا تجعلها افطارنا وسحورنا ودمر من يغذينا الحقد ويبث إلينا الكراهية والمناطقية والطبقية اللعينة. يارب ! أثلج صدور الأمهات الثكالى ودموع الزوجات والأبناء والبنات لفرقة فلذات أكبادهن شهداء اليمن الذين سقطوا نظير الاستقطاب الخاطئ والرد المتعسف المتسرع والدسائس الخبيثة بين الصفوف. يارب ! الساحات يملأوها الباغون بأنواعهم فمنهم باغي الخير وهو لا يعلم بأن الصلح خير وأن البناء خير وأن مزيداً من البؤس يعصف بالمواطن نتيجة بغية الخير هذه !. ، وهناك الباغون الذين يحركون أركان اليمن على ناقلات السحر الأسود ويستترون خلف الشعارات التي تصفق لها القلوب الموجوعة فيحتمون خلف أنات هذه القلوب. و مالا يدركونه غباءً منهم أن هذه القلوب الموجوعة سوف تنتفض عليهم وتُشفى ولن يتمكن أحد من اللعب الخبيث بها طوال الزمن مهما طال! يارب ! تبدلت الوجوه وتشققت مدينة سام وعبث اليأجوجيون وخرج المأجوجيون ، وانكسر الجدار. يارب ! علمنا أن رمضان شهر المحاسبة ، والعبادة والروحانية ومدرجٌ نقلع به إلى فضاء الغفران لبقية العام ، فانزع الكبر وهوس الزعامة ، وشهوة السلطة من النفوس ، وانزع السخط والتشاؤم ، والحقد والكراهية والتسرع والجهل والعناد والحمق والبغض والحسابات القديمة ، كما تنزع الروح من الجسد ، واملأها بالتناغم والتوادد والتراحم والتعاون والتفاهم والتآزر والتعاضد والتكاتف والتكامل. يارب ! علمنا أننا – حين – نتفاهم – نبني – وحين نتحد نقلع الفساد- وحين نبني أنفسنا نبني المجتمع- وعلمنا أن الدولة والنظام لا تخلو من الإخفاق كما لا يخلو الزوجان من الأخطاء، وعلمنا أن الدولة عامل مساعد لنا ولكنها ليست مسئولة عن كل حياتنا وأن لنا مسئوليةً ذاتيةً تجاه أنفسنا ومجتمعاتنا وعلمنا أن نقول الحق في وجه الحكومات دون أن نخشى لومة لائم وبلا ضرر ولا ضرار. يارب ! نحن المسالمون نحن اليمانيون المتسامحون المحبون ، المرحون، دخل بيننا المظلمون الساخطون فنقلوا الينا عدوى السخط والتذمر والكسل ومنعونا من العمل والبناء والمثابرة والكفاح والاجتهاد والأمل ونثروا الأشواك فأدموا أعيننا وحرمونا السلام. ونزلت في جبالنا مصطلحات غريبة ومحادثات بيننا – رخيصة ! وعلمونا كيف نكره وكيف ننسف بعضنا ونحرق بلادنا ونحطم كل ما بنيناه. يارب ! جعلنا كل همنا شخصنة الرئيس ونزعنا كل البصيرة من قلوبنا وآثرنا أن تموت البلاد وتموت الحياة ، المهم ننجح في مهمتنا وليمت من يمت!! يارب ظننا وكل يوم تبث لنا نفس الرسالة “حريتكم في أخوتكم” و“قبول اختلافاتكم”. يارب ! خاف أهل الحق من قول كلمة الحق وتدثر الجميع بوجوهٍ مختلفة فمنهم من يقول ما لا يعني ومنهم من يعني ما لا يقول، فأجرِ اللهم قول الحق أنهاراً وينابيع وثبت اللهم الراجين الرحمة لهذا الوطن. يارب! لم يعد في الوطن شبر لم يشهد القتل ولم تسكب فوق ترابه الدماء يارب! احقن دماءنا فقد صار القتل مزاجياً، واشتدت وطأة الحروب ودُمِرت البلاد ودمرت النفوس. مجازر في كل مكان اختطاف واعتداء وبلاء وشقاء، ومهما كانت الأسباب “علينا الآن أن نستفيق” ونفهم المؤامرة الكبرى التي تحاك حول الشعب اليمني و“يجب” أن نقرب وجهات النظر ونصد كل من يرفض تحاورنا وهدوءنا. نعم أقولها كي أستقبل رمضان بنفسٍ مطمئنة وضمير راضٍ ومرتاح كفوا الأذى بكلمة واحدة “التكامل” كفوا الأذى بكلمة واحدة “الأخوة” كفوا الأذى عن أوطاننا بكلمة واحدة “التفاهم” ووحدوا الصفوف ولاتفتحوا المجال أكثر للياجوجيين! يارب! صفد شياطين الإنس واقلع الفاسدين والظالمين وأهل المجازر وأهل الفتن ومن يظلمنا أفضحه ودمره أو أهديه وأصلحه . لرحابة صدركم محبتي ولقراءتكم تقديري وشهر السلام والوئام والمحبة علينا وعليكم. وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.. عاشت اليمن حرة أبية و عاش شعب اليمن مكرماً معززاً والخلود لشهداء اليمن كافة.