مع كل جندي يسقط برصاص «المشترك» في تعز وفي غيرها من الأماكن التي يستهدفون فيها الجنود والمواطنين يزداد سقوط المشترك و الإصلاح تحديداً ويفقدون تعاطف الناس الذين كانوا يتعاطفون سياسياً معهم حتى من أوساط أنصارهم، وقد انفض الكثيرون منهم حين تحوّلت أحزاب المشترك إلى ميليشيات قتل واغتيال لا تستنثي أحداً من رغبتها في القتل والتدمير..عليهم أن يدركوا جيداً – أحزاب المشترك – أن السير في دروب القتل والاغتيالات لن يوصلهم إلى نتيجة كما يريدون، ولن يوصلهم إلى سدة الحكم كما يأملون. وعليهم أن يدركوا أن كل قتيل وكل شهيد يسقط برصاص غدرهم واقتناصهم يفقدهم مئات الناس الذين كانوا معهم في المواقف الظاهرة أو بالصمت، ويكسبهم عداوات الكثيرين من أبناء هذا الشعب الذين يرفضون أساليب العنف والقوة والاغتيالات في سبيل الوصول إلى السلطة وتحقيق الأهداف السياسية. لقد كره الناس أخبار الموت والقتل والتخريب؛ وكرهوا كل من يسلك هذا المسلك السيئ، وباتوا يدركون كم هي رغبة الوصول إلى السلطة قذرة حين تمر على دماء الناس الأبرياء من المواطنين ومن الجنود في الجيش والأمن، وكم هي سيئة تلك السياسة التي تقوم على قتل الآخر لتحقيق الهدف السياسي. يتساءل الكثيرون: إذا كانت تلك الأحزاب وفي مقدمتها حزب الإخوان المسلمين أبرياء من دماء المواطنين والجنود، وأبرياء من أعمال التخريب وقطع الطرقات وإقلاق حياة الناس في الطرقات والمدن، فلماذا لا ينبري مشايخهم لإصدار فتوى موقّعة باسم العلماء لتحريم قتل الأبرياء واستهداف المنشآت العامة والخاصة؟!. لماذا لم ترتفع أصواتهم لإعلان البراءة من أصحاب تلك الأعمال كما ارتفعت في مواقف كثيرة لا تراق فيها الدماء ولا تتضرر مصالح البلاد والعباد، وفي مواقف السياسة حين تحولت السياسة إلى حرب مقدسة ضد أبناء الوطن لم نسمع كتلك الفتاوى وكانوا بالأمس يتباكون على قتيل في فلسطين وفي العراق وافغانستان وإذا بهم اليوم يشرّعون لقتل الناس من أبناء هذا الوطن الذي يأملون الوصول إلى سدة الحكم من خلال هذه الأساليب الدموية؟!. هل دماء المسلمين في هذا البلد مباحة ومستباحة إلى هذا الحد الذي نشهد فيه القتل اليومي لمن يخالفهم الرأي ولمن يؤدّون مهامهم الوطنية في مؤسستي الجيش والأمن؟!. لأولئك الذين استمرأوا القتل والتخريب نقول إنكم تزرعون المستقبل بالحرب والاقتتال والفتن، وسوف يستعصي عليكم حكم المستقبل حين تصلون إليه مثقلين بالدماء والخراب الذي تسبّبتم به في كل مناحي الحياة. فلا يغرّنكم الشيطان أكثر مما غرّكم من قبل، وكفّوا عن عشق القتل والاغتيالات التي ستفتح أبواب جهنم على الجميع، ولن تسلموا منها ولن يسلم مشروعكم الذي تريدون فرضه بالقوة وبالمزيد من الجثث والأشلاء. يا أولئك الطامحون؛ فكّروا بوسيلة أفضل وأكثر أخلاقاً وحضارة للوصول إلى مبتغاكم، واختاروا لأنفسكم بداية أحسن من البدايات الدموية التي بدأتم بها الآن في سبيل ما تنوون الوصول إليه. لا تستهينوا بدماء البشر التي تُراق بأسلحتكم في تعز وفي غيرها، وهذه أفضل نصيحة تُسدى إليكم؛ فلا تأخذكم العزة بالإثم، وتذكّروا أننا في رمضان؛ مدرسة القيم والأخلاق والدين.