كلما مرّ يوم «العاشر من رمضان» على الأمتين العربية والإسلامية؛ يذكّرنا جميعاً بالانتصار الساحق على إحباطاتنا وهزيمتنا الداخلية، وهي أخطر الأزمات على الإطلاق عندما يشعر المجتمع أنه ليس غير وعاء للذل؛ وعلبة للخضوع والقهر!!. لقد عاش الشعب العربي هزيمة 1967م، والتي كانت صنيعة كل الأطراف المحسوبة على الأمة العربية كالاتحاد السوفيتي والعدو اللدود وهي أمريكا والغرب؛ عاش الشعب العربي هذه الهزيمة دون استثناء أحد. وظهر الكيان الاسرائيلي ليس هو المنتصر وحسب؛ ولكنه الجدير بالحياة في هذه المنطقة؛ لأنه راعي الديمقراطية الحقيقية والوارث الوحيد لأمجاد أسلافه اليهود – كما يزعم – وأن اسرائيل وبعد فترة وجيزة سوف تحقق نبوءة التوراة (من النيل إلى الفرات؛ ثم جميع أنحاء العالم) لأن اليهود أبناء الله وأحباؤه!!. في العاشر من رمضان انتصرت إرادة الأمة العربية في المقام الأول عندما أخلصت القيادات نيّاتها لوجه الله والوطن العربي الواحد، وحصل عندها الدعم والمدد من الخليج العربي شرقاً حتى الأطلسي غرباً. لقد دحر العرب هذا الكيان الغاصب المحتل بفضل تعاونهم وإطراح خلافاتهم وراء ظهورهم، وأذاقوا اليهود شر بغيهم وعدوانهم. لم تستطع كل قوى الغطرسة والتكبُّر والصلف الاستعماري بمساعداتها التقنية وإمداداتها التموينية - بما في ذلك المقاتلون والخبراء - أن تقف دون الزحف العربي والإرادة الصلبة التي كسرت صلف الكيان الاسرائيلي ومرّغته في الوحل. العاشر من رمضان هو عنوان للإرادة العربية الماضية نحو تحرُّير مقدساتنا من دنس اليهود وغطرسة المتجبرين.