حياة الشعوب والأمم لا تقاس بأشهر وسنوات ولا تحكمها مرحلة محددة بعينها ، فهي امتداد أزلي مرتبط بالوجود الإنساني بمختلف أطواره ومراحله...وحياة شعبنا اليمني كانت ولا تزال مليئة بالحيوية والنشاط غنية بالعطاء والتضحيات فالتاريخ القديم يشهد لشعبنا تضحياته النضالية ضد كل محاولات الغزو الخارجي وفي سبيل تحقيق وجوده وفرض سيادته الوطنية عبر الحقب التاريخية كلها مقدماً آلاف الشهداء على مذابح الحرية دفاعاً عن الكرامة صوناً للسيادة وحماية للوطن فقد كانت هناك حلقات متواصلة في سلسلة النضال الوطني للشعب اليمني قاوم فيها كل أشكال وأنواع الاستبداد والاستعمار والسيطرة والنفوذ وكل مظاهر الظلم والاستغلال فكانت الثورة قديماً نهاية للظلم والجهل والفقر والسيطرة الاستعمارية والوجود الأجنبي وانتصاراً للإرادة الوطنية وبداية مرحلة جدية من النضال السياسي والاقتصادي والاجتماعي من أجل تحقيق النهضة والتنمية في مختلف المجالات وفي سبيل القضاء على التجزئة المصطنعة بإعادة الوحدة اليمنية وإقامة الدولة اليمنية الحديثة وقد توّج الشعب اليمني نضاله هذا بإعادة وحدته أرضاً وشعباً وإعلان قيام الجمهورية اليمنية يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 بنهجها الديمقراطي التعددي فيجب علينا بذل كافة الجهود من أجل الوحدة والأمن والاستقرار والابتعاد بالوطن عن منزلقات العنف والتوتر والاقتتال وهو مالا يتحقق إلا بلجؤ كافة الأطراف السياسية إلى الحوار الديمقراطي الموضوعي دون تجريح آو تخوين لشخص أو حزب أو برنامج سياسي وقبول حل كل الخلافات والتباينات بالحوار ولا شيء غيره ، فالتداول السلمي للسلطة يعتبر جوهر الممارسة الديمقراطية القائمة على أساس التعددية الحزبية عبر الانتخابات الحرة والمباشرة من قبل الشعب الذي سيقول كلمته الفصل وبالتالي فإن من الضروري الالتزام بأساليب الحوار الواعي والسعي للحفاظ على الوحدة اليمنية بالوسائل السلمية وتوفير المناخ الديمقراطي الحر والنزيه الذي يمكن الشعب من أن يقرر بإرادته الحرة حاضره ومستقبله المنشود ويمكنه من اختيار حكامه بملء إرادته بعيداً عن أساليب القهر أو الإرهاب أو الغش أو التزوير ، وبذلك نكون قد انتهجنا المسلك الطبيعي للحفاظ على أمن واستقرار الوطن والوحدة الوطنية بمضمونها الديمقراطي المعبر عن إرادة الشعب اليمني، فصناديق الاقتراع هي الوسيلة الوحيدة لوصول إلى الحكم وفق مبدأ التداول السلمي للسلطة ومن خلالها يتحدد ثقل كل حزب وحجمه في الساحة السياسية.