محافظة إب من المحافظات السياحية اليمنية الأولى بلا منازع، فالاخضرار يكسوها على طول أيام العام وفصل الصيف على وجه الخصوص، والأمطار تتزاحم فيها على طول هذا الفصل، ولا تقتصر الخضرة على مدينة اب فحسب ولكنها تمتد لتشمل كل ربوع محافظة إب التي تزخر بأحلى اللوحات الطبيعية الخالدة. إن معالم فصل الصيف يمكن أن تظهر جلية و بارزة في محافظة إب على اعتبار أن الأمطار هي الصديقة الدائمة لهذه المحافظة التي لا تخبو فرحتها، كما أن الشلالات والمعالم الأثرية تضفي على المحافظة جمالاً آخر قلّ أن تجده في المحافظات اليمنية الأخرى. لقد منح الله سبحانه وتعالى كرمه الفائض على هذه المحافظة فازدحمت بالزوار والمتنزهين، ولعل جبل مشورة المطل على جبال ووديان وقرى مديرية جبلة يعد المتنزه الأول في المحافظة، والمتنفس الرائد لكل الذين أثقلت الهموم كواهلهم، ويعد هذا الجبل جزءاً من عدة جبال ومتنزهات يزخر بها اللواء الأخضر، ومن أجل زيادة أعداد الزوار والسياح لا بد من اهتمام الجميع بهذه الدرة الساحرة. إن المتأمل لمعالم مدينة إب الجديدة منها والقديمة وعروق الأمطار تحتضنها يجد متعة تغسل كل أدران النفس كما يقول صديقي العاشق لمحافظة إب العقيد علي يحيى المضواحي، لكن زحام السيارات في مداخل المدينة ومخارجها للحصول على مادة الديزل أصابالمدينة الفاتنة بالاختناق، يأتي ذلك في ظل سرطان المباني الإسمنتية التي بدأت تلتهم البقاع الخضراء وتشوه مفاتن المدينة الصغيرة التي يعد بساطها الأخضر رأس مالها و طابعها المميز، مع العلم أن محافظ المحافظة القاضي احمد عبد الله الحجري يولي المحافظة الاهتمام البالغ. إن ما ينقص محافظة إب هو الترويج السياحي، حيث أنها لم تلقَ الترويج السياحي الأمثل الذي يليق بمكانتها، وهذا عبء يتحمله أبناؤها، كونهم أدرى قبل غيرهم بمعالمها السياحية البارزة وآثارها وتاريخها وسحرها وجمالها، وهم يعيشون مع هذا السحر والجمال لحظة بلحظة، يقول سائح سعودي التقيته: إنه زار العديد من مدن العالم لكن إب تمتلك من المناظر ما لا يوجد مثيلها في العالم، وتحتاج إلى المزيد من الاهتمام. وبالتركيز على وجه المدينة فإن زحام مراكب الديزل و البناء العشوائي تؤثران سلباً على هذه العاصمة السياحية الخضراء التي ستظل على مدى الزمن درة اليمن وثغرها الأخضر، خصوصاً وأن الأمطار يستعصي عليها أن تفارقها يوماً واحداً، وسيبقى السياح والزوار وفيين لهذه المدينة مثلما وفت لهم بكل ما تحتويه من جماليات الطبيعة الخلابة.. فكل الحب لك يا إب الخضراء، إب البساط الذي لا يبلى.