لا شك بأن الثورة الأكتوبرية لا تقل أهمية عن بقية الثورات الإنسانية العالمية ومبادئها وأهدافها خليط متشابه مع مبادىء وأهداف (ثورة الباستيل الفرنسية)و(ثورة يوليو المصرية) بل أن الشعب اليمني في جنوب الوطن كان من أكثر الشعوب صبراً على جبروت الاستعمار البريطاني البغيض وسياسته الهادفة فقط إلى(احتلال الأرض واستعباد الإنسان)ولمدة (124) سنة ولكن الشعب اليمني ظل خلال هذه السنوات العجاف يقاوم للحصول على الاستقلال والحرية والخروج من سجون الظلم والعبودية والانسلاخ عن سياسة القمع الجسدي والفكري والثقافي ويخلص جسده الهزيل المنهك من لسعات أسواط الجلادين من عسكر وجنرالات الإمبراطورية العجوز وينظف عقله من آفة (فرّق تسد) والتي تملكت معظم مناطق المشيخات والسلطنات منذ عام 1839م وحتى يحصل على تعليماً سبق وأن حرمه منه المستعمر البريطاني وجعله محصوراً فقط على بعض المناطق في مدينة عدن ولكن كان لصبر الشعب اليمني حدود فثار معظمهم في مختلف المناطق اليمنية وأعلنوا بداية انطلاق المقاومة والكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني البغيض وطبعاً كانت المقاومة والكفاح المسلح هي المرحلة الثانية التي تلت مرحلة التوعية والتثقيف الوطني والتي كانت تقوم بتنفيذ أهدافها النضالية البعض من الجمعيات والمنتديات الثقافية والفكرية وذلك عبر إصدار المنشورات ذات المنحى الثوري وتوزيعها بالخفاء بين عامة الشعب اليمني في عموم الوطن وكانت المنشورات تفضح مساوىء وعيوب الاستعمار البريطاني والحكم الإمامي وتطالب الشعب بإعلان ثورة مسلحة ضد كلا النظامين لأن ذلك هو الحل الوحيد للخلاص من استعمار عبودي لا يرحم ونظام ديكتاتوري مستبد ولقد كان لهذه المنشورات أثر كبير وفعال في توعوية الشعب اليمني وإشعال روح الحماسة الثورية في نفوسهم الطيبة والكريمة والإصرار على تحقيق الخلاص الوطني مهما طال أمد الاستعمار والإمامة أو قصر مما أدى هذا الإصرار الثوري إلى استمرارية المقاومة المسلحة ضد الاستعمار البريطاني في جنوب الوطن وحدوث ثورات متفاوتة ضد النظام الإمامي في شمال الوطن والذي انتهى بتهدم بنيانه الهش في يوم ال26 من سبتمبر 1962م ولكن الثورة السبتمبرية (الأم) لم تتخل أبداً عن مناصرة ومساندة المقاومة في جنوب الوطن وكان لعامل (المناصرة الثورية) الدور الكبير في تعجيل الانتصار والخلاص النهائي من الاستعمار البريطاني في يوم ال14 من أكتوبر 1963م وبذلك تكون الثورة الأكتوبرية هي البنت الشرعية والوليدة من رحم الثورة السبتمبرية المجيدة.