محمد صدام.. زميلنا الرائع.. الإنسان الودود.. القلم الشريف الذي رفض أن يلطخ يده وقلمه بحبر التضليل والخداع، وتزييف الكلمة والادعاءات الكاذبة والأكذب. محمد صدام.. رفض أن يكفر بالمبادئ والقيم المهنية التي يؤمن بها، رفض أن يحيد عن قدسية الكلمة وشرفها وأخلاقها..ورفض أن يكون أداة تحركها أصابع التآمر، كما تفعل اليوم مع كثيرين ممن باعوا المهنة واختاروا الوقيعة والدس عنواناً للسقوط. محمد صدام.. الكلمة الشريفة التي انحازت للوطن وأعلنت رفضها لكل أشكال وممارسات الجهل والتجهيل.. الكلمة الصادقة التي أكدت للخطاب الدعائي الزائف أن عمر الكذب قصير وأقصر مما يتوقعون. استهداف رخيص طال وما زال مراسل وكالة «رويترز» في اليمن الزميل العزيز محمد صدام لأنه أصر من وحي أخلاقه وقيمه وإيمانه بمهنته أن ينقل الحقيقة.. الصورة الحية المرسومة في اليمن دون تحريف أو تزييف أو التفاف. يريدونه أن يكون صورة مستنسخة من مراسلي ومذيعي بعض القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية التي باعت مهنيتها بقليل من المال المدنس وكثير من الخداع. ولأنه محمد صدام.. الإنسان المؤمن بالحقيقة دون سواها.. ذهبوا يروجون عنه بأنه يعمل ضد وكالة «رويترز» وأنه «ينشر أخباراً تخدم السلطة » وأنه «موظف حكومي» وكل ذلك بهدف إقصائه من «رويترز»!.. بل ذهبوا يقصفون وكالة «رويترز» بتهم تعكس «الفشل المهني والأخلاقي والسياسي»..! لكونها أعلنت تمسكها بمراسلها في اليمن.. محمد صدام.. أنت البداية زميلنا العزيز وحملات الاستهداف والتشهير ستطال كل الزملاء والمراسلين الذين لا يتفقون معهم في الرأي، وسنرى في قادم الأيام قوائم «الفرز» و «التصنيف» اللامنتهية ..عنواناً واضحاً لطبيعة المرحلة القادمة!. لقد طالت سهامهم ونيرانهم الكاتب العربي الكبير والقامة الصحفية الأستاذ محمد حسنين هيكل لمجرد أنه قال: «إن مايحدث في اليمن ليس ثورة». ضاق بهم رأيه فذهبوا يقصفونه من كل اتجاه في مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت.. وعبر الكتابات الصحفية المنشورة في عدة صحف تتبعهم..، ويقودون حملات تشهيرية هي أقرب إلى فضحهم وفضح توجهاتهم الإقصائية القادمة.. الكلمة الحرة الشريفة المنزهة من الخطايا والشبهات لم يعد لها موقع اليوم بعد أن كُشف ستار «الربيع العربي» مطلع العام 2011م في بلادنا وبلدان عربية أخرى. لقد تحولت المهنة الصحفية في قاموس «الربيع العربي» إلى أداة تدميرية واضحة، ووظفّت للنيل من «الخصوم» المخالفين «للربيع العربي» أو المنتقدين لأحرفه وصياغته رأياً وقولاً وفعلاً.. قاموس «الربيع العربي» أوجد وفرض رأياً واحداً لا ثاني ولا آخر له: إن لم تكن معي فأنت ضدي!.. أجبر هذا القاموس بعض الصحف وبعض الزملاء الصحفيين مع كل أسف إلى أن يتحولوا إلى لوكندات لإنتاج غبار الكلام وتوزيعه عبر مواقع عدة ومتعددة، وأصبحت الكلمة تباع وتُشترى لمن يدفع أكثر.. المهم أن تكذب هو الغاية والهدف في آن.. خدمة للمشروع «التغييري» الكبير الذي يسيِّروننا إليه، وغير المعروف برامجه وطرقه واتجاهاته!.. ولا شك أن استهداف الزميل محمد صدام والتشهير به اليوم، وغيره من الزملاء الذين يختلفون مع زملائهم الآخرين في الرأي ممن يدعون إلى مزيد من الحريات دون احترام لحق الاختلاف إن وجد وحرية الكلمة، هو تأكيد واضح على مدى الضيق من الآخر وعدم الإيمان بالرأي والرأي المخالف.. نحن اليوم أمام حالة تنبئ وتكشف عن طبيعة المرحلة القادمة التي وبدون أدنى شك ستشهد ولادة واقع صحفي جديد بعد إجراء عملية غربلة وإقصاء واسعة لا احترام فيه للحرية وحق الاختلاف، ولا مكان فيه إلا للرأي الواحد وكفى.. تحية لك زميلنا العزيز محمد صدام.. تحية لقلمك الشريف ولكل الأقلام الحرة التي ترفض أن تكون أداة للنأي بالمهنة وتغيير حروفها وبيع شرفها.