نحتاج وقتاً إضافياً لتطبيق أخلاقيات الأحزاب (الحقيقية ) ذات التقاليد العريقة.فلقد أراد الشعب اليمني أن يعيش بسلام بعد معاناة عشرة أشهر من العذاب الحقيقي والقتل والتشريد والهلع والخوف والدمار والنكال . سفكت الدماء وانتشر الخوف وصمت صوت العقل وعلا صوت الرصاص. عادت الحكمة لليمنيين مرفقة (بصميل الأممالمتحدة ) وهو صميل تستجيب له شعوب وقبائل يفكر لها الناس نيابة عنها ، ويعاقبها القريب بدلاً عن البعيد، وهذا من علامات الساعة التي تقوم على شرار الخلق . وكانت حكومة ( الوفاق) وفيها لحسن الحظ كثير من العقلاء الحكماء، كما فيها بعض من الذين لاتنفع معهم العبر والمواعظ والحكم والأمثال. ونرجو منهم أن يفيدوا من الدروس وقد كانت دروساً قاسية، جد قاسية ومريرة ومخيفة. إن من أخلاق الحزبية الحقيقية أن نختلف ولنا الحق أن نختلف وهذه فطرة الله التي خلق عليها الأحزاب وخلق عليها الناس جميعاً ، ولكنه اختلاف لايؤدي إلى القتل وإثارة الثارات والنعرات الجاهلية ورواسب التخلف البغيض. إن الشعب اليمني المحترم يثق في النابهين من أبنائه العقلاء الحكماء الفضلاء الذين يعلمون يقيناً أنه لا مفر من الشعور بالمسؤولية، أو منها مسؤولية أن بلادنا لم تعد تقع على شفير الهاوية ، بل هوت في أعماق الجحيم . إن الشعب اليمني من أطرافه إلى أطرافه تنفس الصعداء جراء ماحصل من محنة طالت الجميع دون استثناء والجميع يؤكد موالاة ومعارضة والأممالمتحدة أنه لابد من أن نعترف جميعاً بأن اليمن بمسيس الحاجة إلى حسن النوايا، فعلى سبيل المثال اللجنة العسكرية التي لن تستطيع إنجاز برنامجها إلا بحسن نية رجال الأزمة أو الذين أجمعوا على إخراج اليمن من محنتها في المقام الأول ، ثم هم يعلمون قبل غيرهم أنهم المسؤولون أمام العالم أولاً وأمام شعبهم أولاً، وأن هذا العالم وأن هذا الشعب قد فتح عينه للمراقبة والمتابعة ، وأن أي مماطلة أو تلاعب فإن التبعة ستكون عسيرة وشاقة وجد صعبة . لقد تعب هذا الشعب طولاً وعرضاً، وهو الشعب الوحيد الذي ضاقت به أرضه، يريد أن يتابع مغادرة وطنه وكأنه شعب وجبت عليه لعنة التشرد والاغتراب من غابر التاريخ . الشعب يعلق الآمال على أولاده الذين يقعون في صدارة القرار، والحكومة التوافقية تعني مسؤولية مشتركة.