(هذا قات من اللي يخزّن منه عبدربه منصور هادي).. بعبارة كهذه, يمنح بائع القات, عبدربه منصور, موقع الرجل الأول في البلاد. الموضوع لاعلاقة له بالقات, وأصنافه, ولكن بوعي الناس البسطاء من أن التغيير قد حل, وأننا في زمن, غير زمن علي عبدالله صالح. يستحق عبدربه منصور, ماهو أكثر من القات: القوة.. والرجل سيكون أكثر قوة بثقة كافة شرائح الشعب, التي مازالت فئة كبيرة منها, تنظر إليه حتى اليوم, كرجل مسالم, وهادئ, وغير جدير بقيادة اليمن.. كثيرون مازالوا يرتضون لأنفسهم أن يحكمهم طاغية..عقليات مهزومة لاتقوى على العيش سوى تحت رحمة أيادي بطش, لاتتوفر عند (هادي). بساطة الرجل, لاتمنحه عند كثيرين, المكانة التي تصنعها قوات (صالح), وهيلمان (علي محسن)..لايدركون أن الزمن تغيّر, وأن الحاكم الآن, لن يحكم شعبه إلا بالعقل, لا السلاح. يمتلك هادي , من مفاتيح القوة, ما يؤهله لإدارة بلد صعب كاليمن.. من وجهة نظري, يكفي ما قاله أمس لحكومة الوفاق الوطني: (حكومتكم مدعومة شعبياًَ وإقليمياً ودولياً وهو مالم تحزه أي حكومة من قبل, وذلك بعد يوم من خطاب (صالح) بأنه (لولا توصية منه لما نالت حكومة باسندوة الثقة). (القوة) تختلف , والفارق بين الخطابين شاسع.. دحض سريع من هادي, لتهديدات يائس.. للمبادرة الخليجية, سيئات كثيرة, لكن أفضل حسناتها, أنها ستنتزع الكرسي من مغارة لم تكن تخرج منها بسهولة.. ستنقل الحكم من شمال الوطن, إلى جنوبه من أسرة تعاملت مع البلد كمزرعة خاصة, إلى شخصية وطنية, تم تهميشها طويلاً.. حتى اللحظة, يتعرض هادي لحملة قاسية من قبل البعض الذين يتهمونه بالتمرد.. في نظرهم الانحياز للشعب خيانة عظمى, ولفرد, ركن من أركان الإيمان. الرجل المُهمَل من قبل الحزب الحاكم سابقاً, يفاجئهم اليوم بحكمته, وزيادة الدعم الدولي له, وقدرة على تخطي الألغام التي زرعوها في طريقه من أجل إفشاله, والإثبات بأن اليمن لايمكن أن يديرها سوى صالح. حتى وإن لم يحقق هادي, أهداف الثورة السلمية, دفعة واحدة, يكفي أنه سيفشل رهانات صانعي المصائد لليمن الجديد.. Zakariaal;[email protected]