«رشحت مدرسة وجامع العامرية التاريخية بمدينة رداع لنيل عدة جوائز عالمية أهمها جائزة الآغا خان في العمارة الاسلامية، وجائزة اليونسكو في حماية التراث العالمي, وأشار مدير مكتب الثقافة في البيضاء إلى أن الاهتمام بهذه المعالم الأثرية المهمة برداع يأتي بناء على توجيهات فخامة الرئيس/علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية بتنفيذ عملية ترميم واسعة جرت على مراحل خلال الفترة الماضية وبطريقة علمية» .. قبل ثلاث سنوات , كانت الصحف , تتداول هذا الخبر لكن المدينة التاريخية لم تنل جائزة الآغا خان, بل حصل عليها «طارق الذهب» كجائزة مجانية, دون أن يدخل في سباق الخبر, لم يكذب حتى النهاية, فالرئيس صالح, كما يقول الخبر, مهتم ب «هذه المعالم الأثرية», واثبت أنه ما زال مهتماً جداً, والدليل , تسليم مفتاح «قلعة ومدرسة العامرية» لمندوب منظمة اليونسكو «طارق الذهب». ما الذي يجري لهذه البلاد؟ كل شيء يسقط . الأصنام, الأقنعة , المدن السكنية, والتاريخية .يبرهن النظام , دون قصد , أنه طاعن في السن , وأزلي , والدليل إصراره على السقوط , بمعية الحصون التاريخية , كما يحدث حالياً في رداع . سيتذكره الناس , بأن النظام الوحيد , الذي دمّر الحاضر, والماضي , ونصف المستقبل . قلعة القاهرة في تعز , ظلت لشهور , معسكراً للحرس الجمهوري يقصف سكان المدينة في كل الليالي , وقلعة رداع , سُلمت عن طيب خاطر , لعناصر إرهابية . تاريخ رداع , تقع مسئولية حمايته ,على أبنائها بوجه خاص , بعد أن تركتها قوات الامن العام , والحرس الجمهوري, مستباحة للقاعدة الجديدة. هذه المدينة بالذات , ينبغي ألا تُهان , كما أهينت مدن سابقة , لكن سكانها رفضوا الانجرار نحو العنف , حفاظاً على سلمية الثورة . يتداول الناس , أن اللافتة الترحيبية , الموجودة في بوابة المدينة , هي , «احترم نفسك أنت في رداع» , على غرار «ابتسم أنت في تعز» , وعلى سكان هذه المدينة , أن يتذكروا هذه اللافتة جيداً, ويجعلوا زوارها الجدد, يحفظونها . القبيلة تحكم رداع نعم , لكن سكانها الذين أيدوا بشكل كبير الثورة الشبابية السلمية , وأبهرونا بخروجهم الملفت , قادرون على إفشال المخططات الأخيرة , لإحراقهم واحراق مدينتهم . رداع لم تسقط في أيدي القاعدة , بل سُلمت الى أيديهم . الناس هناك , حتى العاديون , والقبائل غير المتعلمة , باتوا يدركون فصول المسرحية : القاعدة أسقطت رداع , دون طلقة رصاص واحدة . كيف يحدث هذا ؟ لا أصدق , أن أحد أبناء المدينة , وأبرز مشائخها , يقبل المشاركة في مؤامرة كهذه , ضد تاريخ مدينته , ويسلم مفتاح القلعة , لطارق الذهب , بعد ولائم لا تقام إلا لضيوف أعزاء . ولا أريد أن أصدق أبداً , أن أهالي رداع , سيقبلون , أن يخسف شخص متآمر , بمصير مدينتهم , من أجل إرضاء نظام , لن يلتفت أليه بعد ان يفوز بالحصانة اللعنة . وكيف سيتقبلون , أن تكون رداع , ضيفة جديدة على جمهورية النازحين , رغم أنه بمقدورهم , حتى اللحظة , إيقاف المسرحية , قبل اندلاع المحرقة الكبرى. هي مسرحية مكتملة , ولا تأويل آخر لها.. ماذا يعني نزول 300 شخص , بقيادة طارق الذهب ,ضيوفاً عند الشيخ عبدالسلام النصيري , أبرز ذراعات النظام هناك , ويسلمهم بعدها مفتاح «قلعة العامرية». ماذا يعني مرور , مواكب سيارات أنصار الشريعة , من أمام الأمن العام , ولواء كامل للحرس الجمهوري , دون سماع طلقة رصاص واحدة ؟ المدينة تتحول بشكل مرعب إلى زنجبار كبرى , بل ستفوقها خطورة . 700 سيارة , تدخل المدينة أمس , محملة بأنصار الشرعية الدستورية , أو الشريعة كما يقولون . تحويل مدينة رداع, إلى مسرح جديد للحرب , بغرض تمديد الانتخابات الى 22 مايو, أو انتزاع الحصانة, من كبرى جرائم النظام التي سيتذكرها الشعب طويلاً طويلاً. [email protected]