- كل شيء في اليمن اليوم «فوضى».. وكل شيء يسير بلا نظام أو قانون وكأن القانون والقائمين عليه أصيبوا بداء اللامبالاة الذي يعني الفوضى. الأزمة السياسية التي لا نزال نعيش وقعها منذ عام مضى نقلتنا إلى العيش وسط هذه الفوضى التي رأينا لها بداية ولم نر لها نهاية بعد.. وربما لن تغيب وتنتهي بسهولة ويسر. ومن عناوين هذه الفوضى التي نحياها دون أن ندري وجهتنا إلى أين بزغ المشهد المؤلم الذي أصبحنا نراه في صباحات ومساءات أيامنا دون أن ننبس ببنت شفه. مشهد مؤلم وموجع في آن اسمه السلاح الذي يبدو أنه تحول إلى لعبة بيد الصغير والكبير، وأصبح استخدامه من السهولة بمكان ولا عليك إن استخدمته وقت ما شئت وحيثما شئت..، ودون أي حرج بالتأكيد!. السلاح هو الصورة البارزة التي أصبحنا نراها اليوم وبشكل كبير وواسع.. في الشارع العام.. في المدرسة.. في المستشفى.. في هذه المؤسسة أو تلك.. في المسجد.. وفي كل مكان وحيثما تولي وجهك فثمة من يلعب بالسلاح أو يتباهى به أو يعكس رجولته من خلاله!!.. - في مدينة تعز - وجه المدنية في اليمن - أصبح السلاح هو المشهد «الرائع» الذي يميز هذه المدينة عن غيرها.. المدينة التي سرقت منها هذه الأزمة حلمها وضيّعتها بل وأغرقتها في صخب القادمين من خلف الظلمة والعتمة يبحثون عن شيء اسمه «تغيير» وإذا بتعز بلا ماء ولا هواء!. في مدينة تعز أصبح اللانظام واللاقانون هو العنوان البارز الذي غاص أبناؤها في بحره وما زالوا يغوصون دون هداية أو معلم يسترشدون بحكمته وخبرته أو يوقفهم عند نقطة محددة علهم يسترجعون فيها شيئاً من العقل المسروق في لحظة غفلة..، وشيئاً من العلم الذي قيل بأنه يميزهم عن سواهم في أماكن أخرى!. في مدينة تعز.. وفي غيرها من مناطق اليمن.. حلّ السلاح محل الحكمة والعقل.. وأصبح اللغة التي لا تفاهم بدونها.. ولا حياة بعيداً عنها!.. السلاح هو الأخ والصديق.. الرفيق والنديم، وهو الغاية والوسيلة..، والعنوان الواسع والكبير المتجه صوب بناء الدولة المدنية الحديثة.. دولة المؤسسات والنظام والقانون!. السلاح.. هو خاتم سليمان السحري الذي سيعمل على ترجمة كل التطلعات والآمال الشعبية، كما خطط وأراد الباحثون عن اليمن الجديد..، وعن التغيير إلى الأفضل!. هو السلاح الأداة السحرية الأكثر قتلاً وفتكاً والأسهل استخداماً وانتشاراً، والأوسع فعالية عن غيرها من الأدوات والنظريات التي أكل عليها الدهر وشرب!. لتهنأ أيها الشعب العظيم ولتسعدي يابلادي فبدون السلاح وحمله والتجوال به واستخدامه دون حسيب أو رقيب لا اتجاه صوب المدنية.. كما أخبرنا دعاة التغيير الأشاوس!. وبدون السلاح أيضاً لن يتمكن دعاة الغلو والتطرف والإرهاب من تسمية تعز أو غيرها الولاية الإسلامية الثانية أو الثالثة أو العاشرة اقتداءً ب«أبين» التي أعلنتها وبوضوح بفضل دعاة التشتت والقطيعة والتأزيم.. أبطال «ارحل» الميامين!.