الآن وليس قبل الآن اكتشفنا المعنى والمقصود من تلك العبارة الرنانة التي كان يتحفنا بها مذيع الفضائية اليمنية ذات مساء بعد نشرة التاسعة حين يقرأ تعزية لأحد اولئك المفارقين للحياة ويضمنها بعبارة ( قضى معظمه في خدمة الوطن ) مع دعائنا لكل اولئك بالرحمة والغفران ولأسرهم بالصبر والسلوان.. الا اننا ظللنا طوال فترة ما قبل ثورة الربيع العربي وثورة المؤسسات نبحث عن هذا الوطن الذي يخدمه كل الناس طوااااااال حياتهم .. وهذا الوطن (لا يتجمل ) ولا تظهر عليه اثار تلك وهذه الخدمات حتى اقتنعنا ان هذا الوطن نهم وجشع (لا يشبع ) و(مصاب بالعين) وليس كغيره من الاوطان التي تظهر عليه اثار خدمة ابنائه له . وحالياً ها نحن نكتشف ان هذا الوطن لم يكن سوى الجيب والكرش والرصيد والفلة والشلة والاولاد والتجارة وووووووو ؟؟ فالمسئول اياه يظل في موقعه عشر، عشرين، ثلاثين سنة ليس لأجل منفعة شخصية له ولأولاده وحاشيته حاشا وكلا واستفغر الله ومعاذ الله وياسين عليه ... بل يظل طوال حياته مهموماً مغموم يعمل جاهداً لأجل هذا الوطن (يا لطيف .. كم شيكون جهده)... ويظل يقدم خدماته لهذا الوطن دون دوشة ولا ضجيج ..ويالها من خدمات (خدمات الله لا يوريكم) .... هذه الخدمات ظهرت اثارها وبانت حين ثار موظفو معظم المؤسسات والمكاتب والإدارات ضد مدرائهم مطالبين بإقالتهم بسبب ذلك العمر الطويل الذي قضوا معظمه في (خراب الوطن ). وهذا يفسر قيام بعض المسئولين عن تلك المؤسسات والمكاتب والإدارات .ابو الثلاثين عاماً والعشرين سنة يقومون باستقدام بلاطجة لإيقاف مطالبات افرادهم بإقالتهم وطردهم من تلك المؤسسات وكأنهم لا يعرفون ان القطار قد فاتهم وان الدائرة تدور.