إن الإمعان في أذية الوطن وتفريغ الأحقاد الذاتية لايخدم الأمن والاستقرار على الإطلاق،بل يخدم أعداء الوطن الراغبين في الشتات والتمزق،الذين ألفوا حياة الفرقة والتشرذم وهانت عليهم أنفسهم وهان الوطن في حياتهم. إن وطن الثاني والعشرين من مايو أكبر من الأحقاد والضغائن، ولذلك لايجوز بأي حالٍ من الأحوال السكوت على من يزرع سموم الحقد والكراهية،ولايجوز أن تكون وسائل الإعلام الرسمية وسيلة لنشر المناطقية والقروية، لأن وسائل الإعلام الرسمية هي وسيلة الحكومة لإعادة الإعمار وترميم البيت اليمني وردم هوة الاختلاف وتنوير الناس بضرورة الولاء الوطني وترسيخ مفهوم حب الوطن من الإيمان. إن السماح لوسائل الإعلام الرسمية بالتحول إلى أدوات تدمير قيم الولاء الوطني من أخطر الأمور التي تحدق بالوطن اليوم، فقد لاحظ الكثيرون من أبناء الوطن النبلاء والشرفاء في الداخل والخارج ذلك التحول الأكثر فتكاً بالهوية الوطنية من هذا الاتجاه،ولذلك ينبغي أن يكون الإعلام الرسمي إعلاماً متوازناً يجسد قيم التسامح والتصالح ويعزز الوحدة الوطنية ويصون الأمن والاستقرار،ويقوي روابط المجتمع وأقل ما يمكن أن يكون عليه الإعلام الرسمي،أن يكون إعلام حكومة الوفاق الوطني ولايجوز أن يتحول إلى إعلام حزبي مناطقي فئوي،لأن مايقوم به الإعلام الحزبي من نشر سموم الحقد قد ضاق به المواطنون، فهل يُراد للإعلام الرسمي أن يكون محل أدوات التخريب ولايجوز التحجج بالانفتاح على الآخر،لأن الانفتاح ينبغي أن يجعل الوطن فوق الجميع. إن أمام وسائل الإعلام مهام وطنية بالغة الأهمية خلال المرحلة المقبلة من أجل إعادة إعمارما دمرته الأزمة السياسية التي طحنت القيم ودمرت الولاء الوطني ولذلك ينبغي على القائمين عليها أن يكونوا أكثر إدراكاً للمهام الوطنية العاجلة أمام الإعلام الرسمي التي من أهمها إنجاح الانتخابات الرئاسية المبكرة. إن القضايا التي ينبغي أن تناقش في وسائل الإعلام لابد أن تركز على الوحدة الوطنية وترسيخ الأمن والاستقرار وإنجاح مهام حكومة الوفاق الوطني، ولايجوز القبول بمن يحاول نشر سموم الفرقة والاختلاف وشق صف الوفاق الوطني، بل لايجوز إظهار التعصب الحزبي المقيت في وسائل الإعلام لأن الانحياز في الإعلام الرسمي ينبغي أن يكون للوطن وحده تجسيداً لقول الخالق جل وعلا: {واعتص-موا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا} صدق الله العظيم. ولذلك أرجو الوقوف أمام هذه القضية بعناية وروح مسئولة خدمة للدين والوطن بإذن الله..