البقر بطبيعتها وديعة، لكن عندما خرجت عن ماهيتها بسبب مرض جنون البقر أصبحت خطراً يهدد العالم، والأمر نفسه بالنسبة (للدجاج)الشهي فبمجرد خروجه عن ماهيته بسبب أنفلونزا الطيور أصبح (الفراخ ) يرعب الدول والشعوب على حد سواء لا يوجد اخطر ولا أوحش من الشيء أو المخلوق عندما يخرج عن ماهيته ووظيفته الأساسية. كرة القدم معشوقة الجماهير مؤنسة الشعوب قتلت بيوم واحد أكثر من 80 إنساناً في بورسعيد بمصر. لكن الكرة ليست حيواناً ولا طائراً أو إنساناً هي (ربلة) بيد الإنسان والذي خرج عن ماهيته هنا هو الإنسان وأخلاق الرياضة وليس الكرة , فأصبح مرعباً يمثل الموت في أسوأ حالاته، لم يصب الإنسان هنا بمرض جنون البقر أو أنفلونزا الطيور وإنما بما هو أخطر وهو (التعصب) وهو مرض مدمر يصيب الإنسان العربي خصوصاً فيخرج به عن ماهيته ويتحول إلى خطر حقيقي على الحياة والأحياء، ومادخل التعصب في شي إلا حوله إلى وسيلة دمار وكراهية مهما كان فاضلاً وجميلاً ونبيلاً وإلى شر محض يخرج الانسان عن ماهيته ويتحول إلى حامل مرض يشبه جنون البقر والطاعون وسعار الكلاب. كما يتحول الدين والحرية والرياضة والحزبية والفن إلى وسائل دمار بيد الإنسان المريض بالتعصب فتزهق أرواح، تخرب أوطان وأجيال لحالها تدمر,لا فرق في أن يكون السبب هنا وطنياً أو دينياً أو رياضياً أو حزبياً أو قبلياً أو سباق هجن أو مناطحة ثيران حداثي أو تقليدي، فالتعصب هو التعصب غبي وحقير وأعمى وقد سبق لأجدادنا العرب بسب ناقة سبقت أخرى (داحس والغبراء) أن دقوها حرباً أربعين سنة أكلت الأخضر واليابس (ومن سباق داحس الى مباراة كرة القدم)، يسحبنا التعصب على أنوفنا فنحول الفن والأصالة والحداثة والدين والوطنية والحرية والحزبية والرياضة وكل شيء جميل إلى قوالب دمار تعمل لصالح التعصب وكل يموت أمام ناقته وحماره.. نتقاتل (على مربط العنز)قبل أن تتولد، وقبل أن نبدأ بوضع حجر الأساس لأي مشروع وطني عظيم وبنفس عقلية (داحس والكورة ) ,..نحن بحاجة إلى الاعتراف بأننا جميعاً بلا استثناء مصابون بمرض (التعصب) وأصبحنا نمثل مصدر خطر على أنفسنا وأكثرنا خطراً هو الذي ينكر أنه مصاب ,نحن في بيئة صانعة للتعصب كابراً عن كابر... بجاه الله لنعترف بالمرض حتى يتسنى لنا أن نعالج أنفسنا،؟ لابد أن نتغير ...وإلا أعمى يقود أعمى (للزربة)ومتعصب يسحب متعصباً و(للهيجة)لنصبح طعاماً (لنسور)العالم (ضباع)الامم.