في قمة بيروت العربية قبل سنوات تقدم الملك السعودي عبدالله بمشروع مبادرة عربية للسلام مع العدو الصهيوني، وبعد المداولة في القمة العربية أقرت المبادرة العربية للسلام، والتي رفضها شارون آنذاك قبل أن يجف حبرها، وملخص هذه المبادرة العربية التي أجمع عليها العرب هو القبول بدولة إسرائيلية في حدود ما قبل حرب يونيو 1967م وفق القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن منذ نشوء دولة العصابات الصهيونية. وتعد هذه المبادرة أصدق موقف جنح فيه العرب للسلام الحقيقي والصادق..لكن العدو الصهيوني سرعان ما بادر إلى رفضها وعدم القبول بها ليعكس فعلاً عدم مصداقية العصابات الصهيونية في الحلول العادلة، وعدم إيمانها بالسلام، ورغم مرور سنوات على ذلك لم يتخذ العرب أي موقف يظهر حنقهم من العدو الصهيوني، وزعلهم وعدم رضاهم من أولئك الداعمين المناصرين الممولين للعدو الصهيوني ثم يدعون زيفاً وكذباً أنهم مع السلام وأنهم أصدقاء للعرب. وخلال العامين المنصرمين، وحتى الآن وبدلاً من أن يعود العرب بجامعتهم العربية إلى المبادرة العربية للسلام نجد أنهم اتجهوا وجهة أخرى وجهة تآمرية ضد الأنظمة العربية الوطنية القومية المقاومة، ووظفوا الجامعة العربية لذلك، وحولوها من مؤسسة وآلية عربية إلى مؤسسة وآلية تخدم المشروع الأمريكي الصهيوني، وتوفر الغطاء العربي غير المشروع للتدخل الخارجي في البلاد العربية كما حدث مع ليبيا، وكما تحدث من محاولات الآن ضد النظام والشعب السوري اللذين دوّلت الجامعة العربية ملفيهما، ونجحت بذلك في إسقاط نظام ليبيا «معمر»، لكنها حتى الآن ورغم نقل ملف سوريا الملفق والمليء بالزيف والكذب إلى مجلس الأمن إلا أنها فشلت أمام الموقفين الروسي الصيني اللذين اكتشفا اللعبة والتآمر. الآن لماذا لا يقوم مجلس الجامعة العربية بفتح ملف المبادرة العربية للسلام من جديد، وعرضه على كيان العصابات الصهيونية لتحديد موقفه أو القيام بنقل الملف إلى مجلس الأمن لتحقيق الحرية والديمقراطية والسيادة والكرامة للشعب العربي الفلسطيني، واسترداد حقوقه..؟ فهو ملف يسبق الملف السوري بسنوات لكنهم استعجلوا نقل ملف ليبيا وسوريا رغم عدم عدالتهما، وأهملا ملف المبادرة العربية للسلام رغم مرور سنوات.. ورغم تعنت الصهاينة ورفضهم للسلام.