ليس غريباً أن تذهب الجامعة العربية إلى مجلس الأمن حاملة معها الملف السوري الذي قد صاغته وفقاً للأهداف الغربية الصهيونية. فالموضوع كان مبيتاً منذ أول وهلة لتدخلها في موضوع سوريا «ممثلاً بالجماعات المسلحة» التي هاجمت الشعب السوري شعباً وجيشاً وأمناً وعناصر نظام، واعتمدت التخريب والتدمير والاختطافات للمواطنين سلوكاً لها تمارسه بكل قسوة دون وازع من “ضمير” ولا “دين” بهدف تدمير الدولة السورية لصالح “المشروع الغربي الصهيوني”. يوم “الثلاثاء” عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً لمناقشة مشروع قرار تقدّمت به“المغرب” وتبنّته الجامعة العربية وكل من الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا، والذي تابع الكلمات في مجلس الأمن سيجد أن بيان وزيرة الخارجية الأمريكية وبيان بريطانيا وفرنسا وكل من الوزير القطري والأمين للجامعة العربية يدرك أن هؤلاء شركاء في المؤامرة على النظام والدولة والشعب السوري، وأنهم وراء المسلحين و الحملة الإعلامية وتحريض المسلحين على عدم طرح السلاح وتمويلهم ومسنادتهم بآلات القتل والتخريب. إن البيانات الأمريكية والبريطانية والفرنسية نسخة واحدة؛ كلها زيف وادعاءات باطلة وتحريضية ضد سوريا؛ حتى تقرير لجنة المراقبين العرب أخذت منه جمل غير مكتملة، ولم يؤخذ بالاعتبار حتى من قبل مجلس الجامعة الذي صار جزءاً بل كل المشكلة بدلاً من أن يكون جزءاً من الحل. والمفترض إذا لم يستطع مجلس الجامعة أن يكون جزءاً من الحل، فلا يجب أن يكون هو جزءاً من المشكلة ويسعى إلى مجلس الأمن بملف كله زيف وكذب وتزوير ضد سوريا كما فعل مع ليبيا. هذه المرة فشلت الجامعة وسيفشل مجلس الأمن أمام موقف “روسيا والصين” اللتين لم تنطلِ عليهما اللعبة هذه المرة، فقد جاء في بيانهما أمام مجلس الأمن أن ما جاء في بيانات الغرب وحمد والعبري زيف وبهتان، وأنهما لن يسمحا بتمرير مشروع القرار ضد سوريا، وأكدا الحوار السوري - السوري كحل للمشكلة.