السلام الذي يتحدث عنه الصهاينة والأمريكان ليس سوى زيف وكذب، لأنهم لا يريدون السلام فعلاً وصدقاً، وحلم الصهاينة بالسلام ضرب من الوهم؛ لأنهم يريدون السلام ويريدون الأرض الفلسطينية المغتصبة. ويستحيل أن يحصل الكيان الصهيوني الغاصب على السلام دون عودة الحقوق الفلسطينية والعربية إلى أهلها طال الزمن أو قصر. وإذا كان الأمريكان والصهاينة يسعون إلى السلام عن إيمان وقناعة عليهم أن يسلموا بحقوق الشعب الفلسطيني ويعترفوا بها.. لا فضلاً ولا منة، ولا كرماً ولا تنازلاً منهم، وإنما وفقاً للقرارات الدولية الشرعية والنافذة وهم يعلمونها ويرفضونها حتى اليوم. أما حكاية الاستيطان تمدداً وتوسعاً وجديداً، فإنه ليس لب المشكلة وجوهرها، ولاإيقافه، أو الاستمرار فيه هو موضع التأثير على تأخر تحقيق السلام. إنه شرط فقط للعودة إلى المفاوضات مع الكيان الصهيوني؛ هذه المفاوضات التي يستحيل أن تؤدي إلى سلام حقيقي في أي وقت، لأن المفاوضات التي تريدها العصابات الصهيونية، ومن ورائها أميركا؛ هي مفاوضات على مشروع الدولتين.. الدولتين حسب ما تريدهما العصابات الصهيونية التي تحلم بأن يقبل الفلسطينيون والعرب، بما تحلم به، وهو حلم لن يتحقق لها لا بعون أمريكا، ولا حتى بسكوت العرب المعتدلين والموالين. لأن هؤلاء الأخيرين لن يجرؤوا على تقديم أية مبادرة ترضي الصهاينة سوى المبادرة العربية المطروحة، ومن يحاول أن يقدم للصهاينة ما يزيد عن المبادرة المطروحة فإنه يعلم أنه هالك لا محالة على يد ثورة الشارع العربي. إن الصهاينة يجب أن يعلموا أنهم كيان ووجود طارئ في فلسطين فرضته ظروف معينة هي لا محالة إلى الزوال، وكيانهم يفتقر إلى مقومات الوجود الحقيقية المرتبطة بالأرض والتاريخ والاجتماع؛. مما يجعلها شجرة بائسة سطحية الجذور سوف تقتلعها رياح النضال السلمي والنضال المسلح للمقاومة العربية الفسلطينية، وما يدعم بقاءها حتى اليوم ليس سوى الدعم الأمريكي الغربي والتهاون العربي.. لكن بقاءها لن يطول، وفرصتها في القبول بالمبادرة العربية.