في اليوم العالمي ل(القدس).. والذي صادف أمس الجمعة الثالث من سبتمبر خرجت الجماهير في تظاهرات صاخبة في فلسطين والبلاد العربية, والإسلامية, وبلدان أخرى تحب شعوبها العدل والحق وتنتصر لحقوق الإنسان, وحقوق الشعوب المغصوبة أرضاً وسيادة وحرية, وعزة, وكرامة.. وكل هذه المواقف الشعبية رفعت شعارات ويافطات تدعو إلى حرية القدسوفلسطين.. وتؤكد أن المفاوضات مع الصهاينة فاشلة, ولن تزيد سوى من إعطاء الوقت والزمن للصهاينة لفرض مستجدات على الواقع, على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني, وترى التظاهرات الجماهيرية الغاضبة أن الكيان الصهيوني لن يخضع للسلام العادل والشامل إلا بالمقاومة, وبالقوة.. فبهما وحدهما يرضخ العدو لمفاوضات ندية مع الفلسطينيين مرجعيتها قرارات الشرعية الدولية, وآخرها قرار حزيران 1967م. وإذا كانت هذه الفعاليات الجماهيرية العالمية في يوم القدس في نظر بعض الاتجاهات لن تغير من الواقع, ولاتسمن, ولاتغني أو تعين المفاوض الفلسطيني بقدر ماتستغل لتهرّب الكيان الصهيوني والتزاماته بالمفاوضات, واتخاذ خطوات أكثر صهينة وتهويداً لفلسطين, وفي طليعتها القدس. لكن هذه شعوب وقوى تعبر عن غضبها ورفضها للسياسات والسلوكيات, والممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني أرضا وإنساناً, وحقوقا.. أما قول البعض إن هذه المواقف الشعبية تتخذ منها العصابات الصهيونية حجة لإعاقة المفاوضات.. فإننا نقول : ومتى كان الكيان الصهيوني يريد مفاوضات سلام, وهو يمضي في تهويد القدس, ويسعى لهدم المسجد الأقصى, ويشترط للمفاوضات الاعتراف بيهودية الدولة الإسرائيلية, والقضاء على المقاومة.. بعد هذا أيّ مفاوضات يسعى إليها المفاوض الفلسطيني, في وقت تسعى حكومة العصابات الصهيونية لوضع المعوقات أمام مفاوضات السلام المباشر؟.. إن كل ماتريده العصابات الصهيونية من المفاوضات ليس سوى كسب الوقت لمزيد من التهويد والصهينة للقدس, ولكل المعالم العروبية والإسلامية والمسيحية وفرض واقع جديد يعقد ويصعب أي مفاوضات سلام.