كان يوم ال30 من مارس حافلاً بالفعاليات والنشاطات والمسيرات والتظاهرات العربية الفلسطينية.. احتفالاً بالذكرى السنوية ليوم الأرض، لكن أتى هذا اليوم بعد اختتام قمة بغداد ”القمة العربية” التي لم تتعرض للقضية العربية الفلسطينية سوى على استحياء، بينما المفترض أن قمة بغداد العربية لمناقشة التلاحم العربي وإعادة إصلاح العلاقات العربية لمواجهة السياسات الصهيونية التي تطال كل شيء في فلسطين بالتهويد، بل وصل التمادي الصهيوني إلى اقتحام مجموعة من الصهاينة للمسجد من باب المغاربة بمساعدة قوات صهيونية وعلى مسمع ومرأى من القمة العربية في بغداد.. ومع ذلك لم يكن للقمة أي موقف، وكأن القضية الفلسطينية العربية لم تعد تعنيهم.. «لا حول ولا قوة إلا بالله».. والله المستعان عليكم عرب. في نفس الوقت, وبالتزامن مع القمة العربية كان الشعب العربي قد تحرك بمسيرة مليونية عالمية شارك فيها وفود من الشعوب العربية احتفالاً بيوم الأرض, وتأكيداً أن فلسطين لم تغادر ذاكرة الشعب العربي الذي مازال يرى في وجود العصابات الصهيونية في فلسطين وجوداً غير شرعي, وأنه يرى في هذا الكيان الخطر والعدو الأول ليس للشعب الفلسطيني, ولكن للشعب العربي بكامله من المحيط إلى الخليج. في فلسطينالمحتلة, وفي قطاع غزة, وفي الضفة الغربية انطلقت المظاهرات والمسيرات الفلسطينية في كل المدن والقرى الفلسطينية بمناسبة يوم الأرض, واحتفاءً بهذا اليوم.. وإعلاناً للعالم وللعصابات الصهيونية أن الشعب الفلسطيني عصي على كل السياسات الصهيونية، فقد خرج متحدياً لكل الترتيبات والاستعدادات التي أعدها أمن وجيش العصابات الصهيونية.. وقابل هذه الترتيبات والاستعدادات بالمواجهات ليثبت تمسكه بحقوقه في إقامة دولته, وحق العودة, وعاصمة فلسطين مدينة القدس. فلسطين ستبقى بالذاكرة, والنضال سيستمر, والمقاومة ستعيش ولن يستطيع أحد مهما استخدم من أدوات أن يأخذ فلسطين إلى النسيان.. وسوف تبقى القضية العربية الفلسطينية هي قضية العرب والمسلمين, وكل الأحرار في العالم.