كانت تصرخ بأعلى صوتها تكبّر ويداها مرفوعتان إلى السماء وبصرها شاخص إلى الفضاء تستنجد بالعرب والمسلمين والمجتمع الدولي.. إنها امرأة فلسطينية.. وقفت في باحة الأقصى تقاوم وتدافع مع المقاومين والمدافعين عن المسجد الأقصى ضد الصهاينة الذين حاولوا اقتحام المسجد يوم 20/ 2/ 2011م. «المعتصم» سمع صوت المرأة العربية التي صرخت تستنجد به من الروم.. صرخت هذه المرأة «وامعتصماه»، الخليفة العباسي ورغم بُعد المرأة عن مركز الخلافة إلا أن صوتها ملأ الدنيا حتى سمعه المعتصم.. فقال: لبيك أمة الله.. ووجّه قادته بتجهيز الجيش لقتال الروم.. ضارباً عرض الحائط بنصائح المنجمين الذين قالوا له ألا يقوم بمواجهة الروم آنذاك لأن الطالع ليس في صالحه.. واتجه بجيشه وهو على رأس الجيش, والتقاهم في عمورية, وأبلى في القتال بلاءً حسناً هو وقادته وجيشه وهزم الروم شر هزيمة نجدة لتلك المرأة العربية التي صرخت «وامعتصماه». اليوم وقبل اليوم ونساء فلسطين يصرخن بأعلى أصواتهن ويشاهدهن ويسمعهن على شاشات التلفاز الحكام العرب والعالم.. لكن لا غيور عربي أو مسلم أو إنساني.. الكل لا يسمع ولا يرى.. الحكام العرب والمسلمون يدفنون رؤوسهم في الرمال ويتحولون إلى نعامات.. لكنهم أسود ونمور ضد بعضهم وحولوا الجامعة العربية إلى آلية عدوانية تآمرية على أشقائهم.. كانت المرأة تصرخ من باحة المسجد الأقصى, ولا من سمع ولا من أجاب رغم أنه كانت تصرخ من كل الشاشات العربية. فأين الجامعة العربية ومجلسها الوزاري؟! وأين عرب الاعتدال, وعرب التطرف.. وأين المسلمون؟! وأين ثوار الربيع العربي والأنظمة التي أفرزوها؟! وأين المجتمع الدولي؟! إنهم في أحضان الامبريالية الصهيونية يرتعون, وضد إخوانهم يتآمرون.