كعادة الحكومات المتعاقبة لن تنظر حكومة الوفاق لما يحدث من تخريب في محافظة مارب بأكثر من نظرة أي مواطن إلى الإعلان الشهير ثلاثة في واحد. خلال ساعات متقاربة تخرج محطة مارب الكهربائية الغازية عن الخدمة ويتم تفجير أنبوب النفط ويقطع كابل الألياف الضوئية للاتصالات. وكالعادة يخرج الجناة لسان السخرية وتكتفي الحكومة بتذكيرنا أن الذي يحدث من أعمال الحرابة، ويعاود المواطنون رحلتهم مع أغاني الصبر، انتظاراً لمفاتيح الفرج. الدهشة أيضاً يمنية.. فالحكومة ستؤكد رؤيتها بأن هذه الأعمال حرابة والشعب موافق على التوصيف والجميع يبذلون جهوداً حثيثة للرد بإحدى وسيلتين.. إما استيراد المزيد من (المواطير).. من جمهورية الصين أو النوم المبكر تأسياً بالسلف الصالح رضي الله عنهم. وحيث وقد قرأنا وسمعنا من التصريحات والوعود الحكومية حتى نسينا ما سمعناه لابأس من تذكير الشطار بالتكرار.. إن على حكومة الوفاق والإنقاذ والانتقال أن تتحمل مسؤوليتها في الحد من هذه القرصنة أو تعلن صراحة أنها قررت أن تتغطى بالصمت على قلة الحيلة. إن مخزون الثقة يواصل النضوب عند الناس يوماً بعد يوم .. ومعهم كل الحق وهم يرون كل هذا العبث السياسي والاستهتار الأخلاقي والفرجة المؤسسية، حتى صار كل غاضب لا يتردد في تفجير أنبوب النفط وتعطيل الكهرباء وأي شيء يتصل بحياة الناس وأرزاقهم.. وسواءً كانت دوافع التخريب شخصية أم انعكاساً لتوجهات سياسية من أي طرف، فإن من العيب أن تستمر الفرجة تحت مبرر أن الدواء مر وصعب تناوله.. أمر مؤسف أن تتعكر حياة الناس ولا نرى إلا مسؤولي إنقاذ يبحثون عمن ينقذهم.